125

Studies in Sufism

دراسات في التصوف

Daabacaha

دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Noocyada

ويكلمه وهو يأبى عليه، قال فلما أيس منه قال له: يا أبا نصر ما تقول لله غدًا إذا لقيته وسألك لِمَ لا تحدث؟ قال: فقال له بشر، أقول: يا رب كانت نفسي تشتهي أن تحدث، فامتنعت من أن أحدث ولم أعطها شهوتها (١). وزاد الخطيب: قال بشر: " إني وإن أذنت للرجل وهو يحدث. فإنه عندي قبل أن يحدث أفضل كثيرًا من كائن من الناس، وإنما الحديث اليوم طرق من طلب الدنيا، ولذة، وما أدري كيف يسلم صاحبه؟! وكيف يسلم من يحفظه، لأي شيء يحفظه، قال بشر: وإني لأدعو الله أن يذهب به من قلبي، ويذهب بحفظه من قلبي، وإن لي كتبًا كثيرة قد ذهبت، وأراها توطأ ويرمى بها فما آخذها، وإني لأهم بدفنها وأنا حي صحيح، وما أكره ترك ذاك خير عندي. وما هو من سلاح الآخرة، ولا من عدد الموت " (٢). ويروي العطار في تذكرته أن بشرًا الحافي درس الحديث، ثم دفن جميع كتبه في الأرض، ولم يحدث قط (٣). ويذكر الشعراني عن أبي المواهب الشاذلي أنه انقطعت عنه رؤية رسول الله ﷺ لاشتغاله بفقه الكتاب والسنة، فيقول: " كان سيدي أبو المواهب الشاذلي ﵁ يقول: انقطعت عني رؤية رسول الله ﷺ مدة، فحصل لي غمّ بذلك، فتوجهت بقلبي إلى شيخي يشفع فيَّ عند رسول الله ﷺ فحضر عنده رسول الله ﷺ فقال: ها أنا - أنظر التعبير- فنظرت فلم أره. فقلت: ما رأيته، فقال ﵊: سبحان الله! غلبت عليه الظلمة، وكنت قد أشتغلت بقراءة جماعة في الفقه .... فتركت الاشتغال بالفقه فرأيته " (٤).

(١) «حلية الأولياء وطبقات الأصفياء» للأصبهاني ج٨ ص ٣٥٥ ط دار الكتاب العربي بيروت. (٢) «تاريخ بغداد» للخطيب البغدادي ج٧ ص ٧١ ط دار الكتاب العربي بيروت. (٣) «تذكرة الأولياء» لفريد الدين عطار ص٦٦ ط باكستان. (٤) «طبقات الشعراني» ج٢ ص ٧٥.

1 / 132