وكوليروس
Colerus ؛ فالأول يدافع عن اسپينوزا ويؤكد أنه لا يجد أي تعارض بين ما قاله اسپينوزا وبين تعاليم المسيح، ويصل به تحمسه له إلى حد أن يقول: «لقد قرأت لمعظم الفلاسفة، وإني لأؤكد عن صدق أنني لم أجد فيهم من يعرض الألوهية بأفكار أروع من تلك التي عرضها بها ... اسپينوزا في كتاباته.»
ويقول «كوليروس» بعكس هذه الآراء تماما؛ فكتاب «الأخلاق» يبدأ في رأيه أولا بداية رائعة: «ومن ذا الذي يشك، حين يقرأ هذه البداية البديعة، في أن فيلسوفا مسيحيا هو الذي يتحدث؟» ولكن عندما يختبر المرء ما يقوله اسپينوزا عن الله اختبارا دقيقا، «يجد أن إلهه ليس إلا شبحا، وإلها خياليا، هو أبعد ما يكون عن الله ... فهو يستبيح لنفسه استخدام اسم الله وفهمه بمعنى لم يعرفه أحد من المسيحيين حتى اليوم.» وهكذا يفسر كوليروس إله اسپينوزا بأنه «ليس سوى الطبيعة - التي هي لا متناهية حقا، ولكنها جسمية ومادية - منظورا إليها في كليتها وبجميع أحوالها»؛ ولهذا كله لم يجد كوليروس مفرا من أن يصف مذهب اسپينوزا، آخر الأمر، بأنه «أفجر إلحاد عرفه العالم.»
وبقدر ما كانت فكرة الإلحاد هي الشائعة عن اسپينوزا طوال عصره، وخلال القرن الثامن عشر، فإن النزعة الرومانتيكية في القرن التاسع عشر قد أدت بالمفكرين والشعراء إلى حكم مضاد تماما، يتضح في كلمة «نوڨالس» المشهورة، التي وصف فيها اسپينوزا بأنه «رجل منتش بالله»، بل إن هيجل يرد على الرأي القائل بإلحاد اسپينوزا، على أساس أن هوية الله مع الطبيعة تلغي فكرة الله، فيقول إن الأصح هو القول بأن هذه الهوية تلغي الطبيعة؛ ولهذا يقترح، بدلا من تسمية مذهبه بالإلحاد (أي اللاإلهية
A-theismus ) أن يسمى باللاكونية (أو اللاطبيعية
A-cosmismus )، بحيث لا يكون للكون وجود في ذاته؛ لأن كل ما يوجد إنما يوجد في الله.
3
وهكذا يقول: «إن مزاعم أولئك الذين يتهمون اسپينوزا بالإلحاد مخالفة للحقيقة على خط مستقيم، فلدى اسپينوزا من الله أكثر مما ينبغي.»
4
ولكي تكتمل الصورة، فإن التضاد القديم يعود إلى الظهور بين هيجل وبين الهيجلية اليسارية؛ إذ ينظر «فويرباخ» إلى مادية اسپينوزا بعين التقدير، ويتحدث «پليخانوف» عن اسپينوزية ماركس وإنجلز،
Bog aan la aqoon