Speeches and Lessons of Sheikh Abdul Rahim Al-Tahan
خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان
Noocyada
والبهيمة مع قصور تمييزها تحتشم العقل، حتى إن أعظم البهائم بدنًا وأشدها ضراوة، وأقواها سطوة، إذا رأى صورة الإنسان احتشمه وهابه لشعوره باستيلائه عليه، لما خُصّ به من إدراك الحيل (١) .
هذا، ويطلق العقل أيضًا على العلم الذي يحصله الإنسان بذلك الوصف، ويكتسبه بتلك الغريزة فيحصل له بذلك إدراك عواقب الأمور، وقمع الشهوة الداعية إلى اللذة العاجلة، وهو بهذا الاعتبار من الأمور المكتسبات، ولابد للإنسان في تحصيله من جهد ومشقات، ويقال له: العقل المسموع وهو الثمرة، والغاية القصوى من العقل المطبوع، كما أن العقل المطبوع هو الأساس للعقل المسموع، قال عليّ – رضي الله تعالى عنه –:
رأيتُ العقلَ عَقْلَين ِ ... فمطبوع ٌ ومَسْموع ُ
ولا يَنْفَع ُ مَسْموع ٌ ... إذا لم يكُ مَطبوعُ
كما لا تنفعُ الشمسُ ... وضوءُ العين ِ ممنوع ُ (٢)
... ويقابل العقل المطبوع الجنون، وعنده يرتفع التكليف عن العباد، ويقابل العقل المسموع الجهل والفساد، والكفر والفسوق والعناد، وبه يحصل التباب، ويصلى الإنسان أليمَ العذاب.
(١) انظر إحياء علوم الدين: (١/٨٨) الباب السابع في بيان شرف العقل من كتاب العلم. (٢) ورد نسبة ذلك إلى عليّ – رضي الله تعالى عنه – في الإحياء: (١/٩١)، والمفردات: (٣٤٢)، والذريعة إلى مكارم الشريعة: (٨١) ولم يُنسَبْ لقائل في روضة العقلاء: (١٨) .
1 / 89