Speeches and Lessons of Sheikh Abdul Rahim Al-Tahan
خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان
Noocyada
هذا كما قال الله – جل وعلا – في حق المتهجدين القانتين: ﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ السجدة١٧، وكذلك علم وقت الساعة، ونحو ذلك، فهذا من التأويل الذي لا يعلمه إلا الله – ﷿ – وإن كنا نفهم معاني ما خوطبنا به، ونفهم من الكلام ما قصد إفهامنا إياه (١) .
... قال عبد الرحيم – غفر الله له ذنوبه أجمعين – وصفوة كلام أهل السنة الكرام في الوقف على آية آل عمران أن من فهم من التأويل حقيقة ما يؤول إليه الكلام، وعين ما هو موجود خارج اللفظ والأذهان، حتم الوقف على لفظ الجلالة، لأن التأويل لا يعلمه أحد من الخلق في هذه الحالة.
... وأما من فهم منه تفسير اللفظ، وفهم معناه، قال بعطف الراسخين في العلم على لفظ الجلالة، لأن التأويل معلوم للمكلفين في هذه الحالة.
... فكل من القولين يكمل أحدهما الآخر، ولا تعارض بينهما ولا تنافر، كما قرر ذلك حبر الأمة – رضي الله تعالى عنه – فيما أخبر به عن أقسام تفسير كلام الله – جل وعلا –.
... ونظير هذه المسألة تمامًا ما نقل عن أهل السنة الكرام في تفسير القرآن بالرأي، إذ أجاز بعضهم ذلك واستحسنه، ذمه بعضهم وحرمه، ولا خلاف في الحقيقة بين القولين على الإطلاق إنما اختلفت العبارات لاختلاف الاعتبارات، فمن المسلمات أن التفسير بالرأي قسمان:
محمود جائز: وهو ما وافق قواعد اللغة، ونصوص الشرع المطهر.
ومذموم محرم: وهو ما خرج عنهما، وانخرم فيه أحدهما.
(١) انظر أقسام التأويل المتقدمة مع تصرف في نقلها في الرسالة التدمرية: (٥٩-٦١) وهي ضمن مجموع الفتاوى: (/٥٥-٥٨)، والرسالة الحموية: (٢٤٥-٢٤٦)، وهي ضمن مجموع الفتاوى: (٥/٣٥-٣٧)، ودرء تعارض العقل والنقل: (١/١٤-٢٠، ٢٠١-٢٨٠، ٥/٢٣٣-٢٣٧، ٣٨٠-٣٨٤) وانظر ذلك التقسيم في شرح الطحاوية: (١٦٢-١٦٤) ومجموع الفتاوى: (١٧/٤٠٠-٤٠١)، ومختصر الصواعق المرسلة: (١/١٠-١٤) .
1 / 268