230

Speeches and Lessons of Sheikh Abdul Rahim Al-Tahan

خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان

Noocyada

قال الإمام ابن القيم – عليه رحمة الله تعالى – في أوائل كتاب القيم "الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة: تنازع الناس في كثير من الأحكام، ولم يتنازعوا في آيات الصفات وأخبارها في موضع واحد، بل اتفق الصحابة الكرام والتابعون لهم بإحسان – رضي الله تعالى عنهم أجمعين – على إقرارها وإمرارها مع فهم معانيها، وإثبات حقائقها، وهذا يدل على أنها أعظم النوعين بيانًا، وأن العناية ببيانها أهم، لأنها من تمام الشهادتين، وإثباتهما من لوازم التوحيد، فبينها الله – ﷾ – ورسوله – ﷺ – بيانًا شافيًا لا يقع فيه لبس للراسخين في العلم، وآيات الأحكام لا يكاد يفهم معانيها إلا الخاصة من الناس، وأما آيات الصفات فيشترك في فهم معناها الخاص والعام، وأعني فهم أصل المعنى، لا فهم الكنه والكيفية أ. هـ (١) .

(١) انظر مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة: (١/٢١)، وانظر تلك الجملة السديدة "أمّروها كما جاءت بلا كيف" عن سلفنا الصالح، ونقلها الإمام الذهبي في كتاب العلو: (١٠٣) عن سفيان الثوري، وعقب الذهبي عليها بقوله: وقد بث هذا الإمام الذي لا نظير له في عصره شيئًا كثيرًا من أحاديث الصفات، ومذهبه فيها: الإقرار والإمرار، والكف عن تأويلها. وفي: (١٠٤) عن الأوزاعي، ومالك بن أنس، وسفيان الثوري، والليث بن سعد. وفي: (١٠٦) كرر ذلك عن الأربعة، وأنهم قالوا: امضها بلا كيف. وفي: (١٠٩) عن إسماعيل بن أبي خالد، والثوري، ومسعر. وفي: (١١٣) عن محمد بن الحسن. وفي: (١١٦) عن سفيان ابن عيينه: هي كما جاءت، نقر بها، ونحدث بها، بلا كيف. وفي: (١١٧) عن وكيع: نسلم هذه الأحاديث كما جاءت، ولا نقول كيف كذا، وقال: أدركنا الأعمش والثوري يحدثون بهذه الأحاديث ولا ينكرونها. وفي: (١٢٣) عن الحميدي. وفي: (١٢٧) عن أبي عبيد القاسم بن سلام..أبو عبيد أعلم مني، ومن الشافعي، وأحمد وقد ألف كتاب غريب الحديث، وما تعرض لأخيار الصفات بتفسير، بل عنده لا تفسير لذلك غير موضع الخطاب العربي. وفي: (١٤٦) عن ابن أبي عاصم. وفي: (١٤٧) عن أبي عيسى الترمذي وهو في سننه – كتاب الزكاة – باب ما جاء في فضل الصدقة: (٣/٢٤) قال غير واحد من أهل العلم: ثبتت الروايات في هذا، ونؤمن بها، ولا نتوهم، ولا نقول كيف، هكذا روي عن مالك بن أنس، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن المبارك، أنهم قالوا في هذه الأحاديث: أمّروها بلا كيف. هذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة، وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات، وقالوا هذا تشبيه، وفسروها على غير ما فسره أهل العلم، وفي: (١٢٥) عن ابن سريج. وفي: (١٥٨) عن الطحاوي. وفي: (١٥٩) عن أبي الحسن الأشعري. وفي: (١٦٤) عن أبي محمد البربهاري شيخ الحنابلة ببغداد. وفي: (١٦٧) عن أبي بكر الإسماعيلي. وفي: (١٧١) عن الدارقطني. وفي: (١٧٤) عن ابن الباقلاني قال: وقد بينا دين الأئمة وأهل السنة أن هذه الصفات تمر كما جاءت بغير تكييف. وفي: (١٩٢) عن أبي القاسم التيمي. وانظر تلك الجملة الرشيدة في تذكرة الحافظ: (١/٣٠٤) قال الوليد بن مسلم: سألت مالكًا والأوزاعي والثوري، والليث بن سعد عن هذه الأحاديث التي فيها الصفات، فقالوا: أمِرّوها كما جاءت بلا كيف. وفي: (٢/٤١٤) عن الحميدي. وفي: (٣/٩٣٩) عن الحافظ أبي أحمد القصاب قال: مذهب السلف: إمرارها بلا تأويل. وانظر السنن الكبرى للإمام البهقي: (٣/٣) حيث نقل ذلك عن سفيان الثوري، وشعبه، وحماد بن سلمة، وشريك، وأبي عوانة – رضي الله تعالى عنهم – وعمن تقدم ذكره أجمعين، وعنا معهم آمين، وفي لمعة الاعتقاد: (٦) وعلى هذا درج السلف وأئمة الخلف كلهم متفقون على الإقرار والإمرار، والإثبات لما ورد من الصفات في كتاب الله وسنة رسوله – ﷺ – من غير تعرض لتأويله. ونحوه في روضة الناظر: (٦٧) وانظر مجموع الفتاوى: (١٦/٤٠١) .

1 / 230