153

Speeches and Lessons of Sheikh Abdul Rahim Al-Tahan

خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان

Noocyada

القول السادس: يكونون في منزلة بين المنزلتين بين الجنة والنار (١) . ... وحجة هذا القول أنه لم يصدر من هؤلاء إيمان يؤهلهم لدخول جنة ربهم، وليس لآبائهم فوز يلحقون بهم تكميلا ً لثوابهم، زيادة في نعيمهم، ولا يستحق هؤلاء دخول النار لانعدام التكليف في حقهم. ... وقد فسرت تلك المنزلة بالأعراف وهو السور بين الجنة والنار، قال الإمام ابن القيم: قال عبد العزيز الكناني – عليهم رحمة الله جميعًا – أهل الأعراف هم الذين ماتوا في الفترة.

(١) وتكون في الآخرة، وهي بهذا تختلف عن المنزلة بين المنزلتين عند المعتزلة والتي هي إحدى أصولهم الخمسة الباطلة التي هدموا بها دين الله الحق، ويعنون بالمنزلة بين المنزلتين أي الفاسق الملي ليس بمؤمن ولا كافر، إنما ننزله منزلة بينهما فهي في أحكام الدنيا، أما في الآخرة فالمتصف بالمنزلة بين المنزلتين مخلد في نار جهنم، فالمعتزلة والخوارج متفقون على الحكم بالخلود في نار جهنم على مرتكب الكبيرة، ومختلفون في الحكم عليه في الدنيا فالخوارج يكفرونه، والمعتزلة يقولون: إنه في منزلة بين المنزلتين، وهذه البدعة التي أتوا بها هي التي تسبب عنها تسميتهم بالمعتزلة لأنهم عندما قالوا ذلك طردهم الحسن البصري من مجلسه، فاعتزلوا حلقته فسموا معتزلة، انظر إيضاح هذا في مجموع الفتاوى: (٣/١٨٢-١٨٣) وانظر أصولهم الخمسة وتفنيدها في مجموع الفتاوى: (١٣/٣٥٧-٣٥٨)، وشرح الطحاوية: (٤٧٤-٤٧٥) .

1 / 153