Speeches and Lessons of Sheikh Abdul Rahim Al-Tahan
خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان
Noocyada
.. وأما حديث الصَّعْب بن جَثَّامَة – رضي الله تعالى عنه – فليس فيه تعرض للعذاب بنفي أو إثبات، وإنما فيه: أنهم تبع لآبائهم في الحكم، وأنهم إذا أصيبوا في الجهاد والبيات لم يُضْمَنُوا بدية ولا كفارة وهذا مُصَرَّحٌ به في حديث الصَّعْب – رضي الله تعالى عنه – أنه في الجهاد، والنبي – ﷺ – لم يقل: هم معهم، وإنما قال: "هم منهم" "هم من آبائهم" وفرق بين الحرفين، فكونهم منهم لا يقتضي أن يكونوا معهم في أحكام الآخرة، بخلاف كونهم معهم فإنه يقتضي أن يثبت لهم أحكام الآباء في الدنيا من التوارث والحضانة والنسب، وغير ذلك من أحكام الإيلاد، والله – جل وعلا – يخرج الطيب من الخبيث، والمؤمن من الكافر، أفاد ذلك الإمام ابن القيم، وقال شيخ الإسلام – عليهما الرحمة والرضوان – منشأ الاشتباه في هذه المسألة اشتباه أحكام الكفر في الدنيا بأحكام الكفر في الآخرة، فإن أولاد الكفار لما كانوا يجري عليهم أحكام الكفر في أمور الدنيا، مثل ثبوت الولاية عليهم لآبائهم، وحضانة آبائهم لهم وتمكين آبائهم من تعليمهم وتأديبهم، والموارثة بينهم وبين آبائهم واسترقاقهم إذا كان آبائهم محاربين وغير ذلك، صار يظن من يظن أنهم كفار في نفس الأمر كالذي تكلم بالكفر وعمل به، ثم قرر الشيخ – رحمه الله تعالى – أن حكم الدار الآخرة غير حكم الدار الدنيا، فقد يكون في بلاد الكفر من هو مؤمن في الباطن يكتم إيمانه، ولا يعلم المسلمون حاله، فإذا قاتلوا الكفار قتلوه، وهو في الآخرة من المؤمنين أهل الجنة كما أن المنافقين تجري عليهم في الدنيا أحكام المسلمين، وهم في الآخرة في الدرك الأسفل من نار الجحيم (١) .
القول الخامس: هم خدم أهل الجنة ومماليكهم، وهم معهم بمنزلة أرقائهم ومماليكهم في الدنيا:
وهذا القول خاص بأطفال المشركين كسابقه.
(١) انظر درء تعارض العقل والنقل: (٨/٤٣٢-٤٣٣)، وطريق الهجرتين: (٥١٨-٥١٩) .
1 / 150