140

Speeches and Lessons of Sheikh Abdul Rahim Al-Tahan

خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان

Noocyada

يبين ذلك أنه قال: "فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا " وهذا نصب على المصدر الذي دل عليه الفعل الأول عند سيبوية وأصحابه فدل على أن إقامة الوجه للدين حنيفًا هو فطرة الله التي فطر الناس عليها وأطال شيخ الإسلام في تقرير ذلك الكلام فكتب قرابة مائتي صفحة أتى فيها بما يشرح صدور الأنام، وخلص إلى القول بأن الآثار المنقولة عن السلف الكرام لا تدل إلا على ولادة الناس على الإسلام (١) .

(١) انظر درء تعارض العقل والنقل: (٨/٣٧١-٣٧٢)، وانظر المسألة كاملة فيه: من (٨/٣٥٩) فما بعدها، وهذا القول هو الذي قرره الحافظ – عليه رحمة الله تعالى – في فتح الباري: (٣/٢٤٨) فقال أشهر الأقوال أن المراد بالفطرة الإسلام، قال ابن عبد البر – عليه رحمة الله تعالى – وهو المعروف عند عامة السلف وأجمع أهل العلم بالتأويل على أن المراد بقوله تعالى: "فطرة الله التي فطر الناس عليها" الإسلام، واحتجوا بقول أبي هريرة – رضي الله تعالى عنه – في آخر الحديث: واقرؤوا إن شئتم: "فطرة الله التي فطر الناس عليها" وبحديث عياض بن حمار – رضي الله تعالى عنه – عن النبي – ﷺ – فيما يرويه عن ربه – جل وعلا –: "إني خلقت عبادي حنفاء كلهم، فاجتالتهم الشياطين عن دينهم" الحديث، وقد رواه غيره فزاد فيه "حنفاء مسلمين" ورجحه بعض المتأخرين بقوله تعالى: "فطرة الله" لأنها إضافة مدح، وقد أمر نبيه – ﷺ – بلزومها، فعلم أنها الإسلام ١هـ وقد قرر الإمام ابن القيم – عليه رحمة الله تعالى – تفسير الفطرة بالإسلام، وبين غلط المخالفين في هذه المسألة العظيمة الشأن، ونقل خلاصة كلام شيخه شيخ الإِسلام – عليهما الرحمة والرضوان –، وجعل تلك المسألة خاتمة كتابه الجليل: شفاء العليل: (٢٨٣-٣٠٧) وبهذا التفسير جزم البخاري في صحيحه في تفسير سورة الروم فقال والفطرة: الإسلام: (٨/٥١٢) بشرح ابن حجر..

1 / 140