فرمت بها خارجا فأنكسرت نفسه وبادر من حينه فغسل ثيابه وجلس يتفكر ما أكل بالباطل من أموال الناس ويخط كل دينار خطة فاذا هي سبعة عشر دينارا وهو يبكي على ما فرط في جنب الله فوجد بكل خطة دينارا فشاور المشايخ في رفعها قالوا ذلك زرق ساقه الله اليك وبقى ثمن كبش ليهودي سافر إلى المشرق فارسل به مع الحجاج فصادفوه بحول الله خارجا من مصر إلى نحو الشام فأخبر بالتوبة وأعطى الثمن فقال متعجبا تاب وهبلى قالوا نعم وكررها ثلاثا ثم قال اشتروا له بها عمامة ولو لم تصادفوني لما رأيتموني إلى يوم القيامة وقد كانت الدراهم سقطت قبل بليل فلقطت ولم يضع منها شيء وهذه كلها من علامات القبول ثم تمادى في عبادة ربه حتى لقيه.
ومنهم أبو يوسف الاجفري وكان متقدم السابقين في الخيرات خصوصا في الحسنات
اللاتي يذهبن السيئات.
وفي السير أبو يوسف اذا كان الشيوخ في منزله قدموه فيصلي بهم وتقدم حكم أبي زكريا في اثبات كون القاعدة المرأة لزوجها في الفدان الذي تخاصما عليه بخبره كناية لا تصريحا وجعله لها ولعل لأبي زكريا علما فيه وكلامه تقوية.
ومنهم أبو سليمان التندنميرتي وتقدم انه ترك الحكومة وتولى موضعه أبو
عمرو الشروسي.
ومنهم أبو عبد الله محمد بن جنون الشروسي الطود الفاخر والبحر الزاخر
اليه المفزع في عظائم الأمور وعند توقع المحذور وكان كاتب أبي زكريا.
وفى السير وقع بينه وبين أخيه كلام فقال مدرار يا عالم فاجر فأجابه يا عابد جاهل لا تعرف كيف تتوضأ قال مدرار فرجعت إلى مسائل وضوئي فما احسنتها كما قال وكتب ملوك افريقية إلى نفوسة يهددونهم فما كتبوا كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون فأجابهم ابن جنون
Bogga 323