إن داود بن علي ترتيب عليه الحق بين يدي أبي موسى فأعرض ونأى بجانبه وثنا عطفه تكبرا وقام وقال أبو موسى ردوه فلم يجد من يقدر على ذلك ثم رجع وحده فقال رجعت بثلاث اتركه سنة يتبعها كل متكبر وإن تواضع مثلي لمثلكم لا يزيده الا رفعة وعزا وان نفوسة ولدت غيري فخذوا منى الحق فألتمس من يطيق يضربه فلم يجد فقام أبو موسى بنفسه فجلده فقال تعلم ربي لو كان رضاك في نزع نفسي لنزعتها ومات داود بعد ذلك وترك ابنا صغيرا اجتمعت نفوسة في أمر دهمهم عظيم يلتمسون دفعه وذهب عليهم هونا من الليل يشاورون فرجع ابنه إلى داره وكان له عبد كبير السن فقال لم تأخرت عن عشائك فأخبره قال العبد أدركت من قبلك من المشايخ إذا نزل بهم ما أهمهم من الظلمة اجتمعوا فينقون بلدانهم من المظالم واخرجوا الحق ممن كان فيه وعملوا المعروف وواسوا الضعفاء فمتى ما فعلوا ذلك كشف الله عنهم ما يحذرون فرجع الفتى فأخبر الجماعة والمشايخ فبادروا صبحا إلى ما قال العبد وكشف الله عنهم ما منه حذروا وتقدم أن مثلها لعبد التمنكرتي.
ومنهم وليد بن جرطوم ووهبلى التندنميريان كلاهما على الخير وثاب وعن طريق
الشر تاب وفي سبيل الخيرات أواب.
وفي السير قال ابن جرطوم لا يؤدي حق حصيري اذا بات عندي الا أبو عمرو الشروسي -وتقدم التعريف به- وأبو موسى من أهل دجى -وسيأتي- يعني إنهما يصليان الليل اجمع لا ينامان وأما وهبلي كان أول عمره لا يبالي في أخذ الأموال خفية فاستعانت امرأته بنساء يغزلن معها فأتاهن بتين فلما أبصرت زوجته التين ولم تعرفه تين أشجاره وطئت برجليها القفة عجنا
Bogga 322