اذا اجر نفسه للحصاد تسابقت الاجرا جنبه لكثرة حصاده وعزق فدادينه بزج رمحه وغرسها ويحفظ الغرس بالماء ومن مر من أهل فرسطا إلى السوق يشرب ويتوضأ للصلاة ويختم القرآن كل يوم وهو يعمل أشغاله وبات تمنكرت فخرج الناس من المسجد وهم لا يعرفونه فأستفتح يقرأ وكان حسن الصوت فرجعوا وأتوه بطعام فابى أن يأكل قال لو كان طعامهم لله لكان قبل.
ومنهم أبو موسى عيسى بن زرعة النفوسي الملوشاءى كان سخي الكف تعلم العلم
في داره لكثرة من يغشاه من المشايخ ويمكثون عنده ومن عجائبه إن لازم الفراش مرضا مدة دهره الا أوقات الصلاة فيزول عنه ما به فيصلي قائما ثم يعود إلى حاله وفتح كوة من بيته تقابل موضع قعوده ونومه يعطي منها الفقراء.
ومنهم أبو محمد عطية الله الملوشاءى وكان برا تقيا مشهورا في الخير نقيا
وهو صاحب الرؤيا المشهورة في الكتب رواها غير واحد قال رأيت رسول الله في المنام قال لي أختاركم الله على سائر الأديان يعني المذاهب فقلت ربح البيع يا رسول الله لا نقيل ولا نستقيل ورآه بعض الشيوخ قاعدا في مجلس عظيم وأهل المجلس يسألونه عليه السلام وفي مقدمة المجلس أبو محمد عبد الله بن محمد المجدولي وأبو يوسف الامليلي وأبو يوسف الارجاني ومقام رسول الله مشرف عليهم في هيئة حسنة وتحته ثلاث درجات قال فجزت وسط المجلس وهمتي الوصول إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمسكني أهل المجلس ولم أشتغل بهم فجزت حتى وصلت الدرجة الأولى أو الثانية فمسكوني فسالت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن
Bogga 316