بسيوف نفوسة واموال مزاتة وقد تقدم هذا وكان ابراهيم بن أحمد من بني الاغلب والي بني العباس على افريقية وكان ظالما جائرا فقدم طرابلس ولعله افسد فاجتمع راى اكثر نفوسة على ملاقاته فابى لهم اميرهم أفلح بن العباس وسعد بن يونس عامل قنطرارة ومعبد الجناوني وعزم من رغب في الجهاد واظهار المعروف ودين الله لتكون كلمة الله هى العليا.
قال ابن الرقيق وفي سنة ثلاث وثمانين ومايتين تحرك أبراهيم بن أحمد يريد محاربة ابن طيلون وامر بالحشد فلما اجتمع له ما يريد خرج من تونس لعشر خلون من المحرم فاقام برقادة إلى سبع بقين من صفر ثم خرج بجميع من معه فاعترضه أهل نفوسة في جمع عظيم وذلك في النصف من ربيع الاول فكان بينهم قتال عظيم فقتل من جنده جماعة من الرؤساء وغيرهم ثم انهزم أهل نفوسة وكان في ايام المعتضد فتبعهم وقتلهم قتلا ذريعا وتطارح منهم في البحر بشر كثير وقتلهم فيه حتى غلبت حمرة الدم على الماء قال أبو زكريا قال بعضهم لبعض دعوا هذا الرجل ولا تتعرضوا له بشىء فابى جمهور الناس منهم سعيد بن أبي يونس حتى قال بعضهم اشتقت شداخ قنطرارة لم ترد الموت في سبيل الله قال خفت على البقرة فيتبعها عجلها يعنى بالبقرة نفوسة وبالعجل قنطرارة فكان الامر كما ظن وتقدم كراهة معبد لذلك في التعريف به وكراهة أفلح فلاقوه بقصر مانو على ساحل البحر فاقتتلوا قتالا لم ير مثله في ذلك الزمان فبارز رجل من المخالفين يريد من يقابله فكل من خرج اليه قتله فخرج اليه أفلح بنفسه واشتد القتال
Bogga 268