فادركه وقال له أترك البقرة لأنها لي فتركها فرجع إلى بيته فأتاه فقال أخرج من بيتي فدخل إلى زوجته فقال ناوليني سلاحي ولن يؤخر الله نفسا اذا جاء أجلها يريد دفاعه فقال الرجل أستهزأ وليس لي في الفدان ولا في البقرة قال أبو مرداس مانبثك الله الا وقد علم في الفدان والبقرة شيئا فتركهما ورفع يده عنهما وفيها بلغنا أن أهل منزله قالوا نرى في هذا الرجل أمرا عظيما من الصلاح ياليته بعيد عنا قال لهم أموت ولا ترون بعدي الا الفقر فقيل انهم بعده صلوا على ميت بالركوع فجاز رجل من فوقهم فقال ليس لها ركوع وفيها انه خرج في عير يمتار ومعهم الاحوص الابدلاني وهو المقدم على القافلة فغارت عليهم قطاع السبيل فتبعوهم فقال أبو مرداس ارجعوا فرجعوا فكر العدو فهزموهم ثانية فقال أبو مرداس ارجعوا فرجعوا فكروا فتركوا القتال لابي مرداس وحده فلما أشتد عليه القتال فقال ادركني ياأحوص فرجع اليه أصحابه فهزموهم وتبعوهم فسكت أبو مرداس وانما فعلوا ذلك ليسكت عنهم اذا تبعوهم وفيها إن رجلا اتاهم يبتغي أن يرافقهم فمنعه أبو مرداس من صحبتهم فلما انصرف اقبل قوم يطلبونه بدم وليهم فقال عند ذلك أبو مرداس لمثل هذا منعتكم من صحبته ولو اجبنا له لوجب علينا منعه حتى يبينوا ما يدعون قال أبو الربيع أبو مرداس رجل حازم ممارس للامور ورع نبيه وجيه حاذق عاقل فطن مجتهد رحيم للضعفاء شديد على الفجار دليل على المؤمنين لاتأخذه
Bogga 176