136

al-Siyar

السير

Daabacaha

المطبعة البارونية، القاهرة، 1883

Noocyada

حدث غير واحد من أصحابنا أن عبد الرحمن بويع بالإمامة عام ستين ومائة وقيل عام اثنين وستين بتيهرت وكانت تيهرت غياطيل واشجار ملتفة يسكنها انواع السباع والوحوش أرضها؛ لقوم من البربر فلما أذن الله بعمارتها بالناس.

قال أبو زكريا: إن بقية المسلمين ورؤساء العابدين وكبراء الزاهدين وجماعة المؤمنين اتفقوا أن يتخيروا موضعا يبنون فيه مدينة لتكون حرزا وحصنا للاسلام فارسلوا الرواد فطافوا أطراف تلك البلاد فأستحسنوا موضع تيهرت فأتفق رأى المسلمين على بنائها فجعلوا لأهلها عليها خراجا معلوما يأخذونه من غلتها فامروا مناديا فنادى بأعلا صوته من بها من الوحش أن أخرجوا وارتحلوا فأنا مريدون عمارتها ونازلين بها واجلوا ثلاثة أيام.

قال أبو زكريا وذكروا أنهم رأوا بها وحشا تحمل أولادها في أفواهها يعني سباعا والله أعلم وهي خارجة من تلك الأشجار والغياطيل فرغبهم ذلك فيها وزادهم بصيرة في عمارتها فلما تم الأجل أرسلوا فيها نارا فأحرقت ما ظهر من الأشجار وبقى الأصول والعروق فجعلوا في أطرافها حيسا مدفونا فلما جن الليل حفرتها الخنازير لرائحة ذلك الحيس فقلعوا جميعه فاقترعوا بين أربعة أمكنة ايها يجعلون المسجد الجامع فوقعت قرعتهم على مكان الجامع فأختطوها دورا أو قصورا وبيوتا فلما بنوها أنسوا من أنفسهم قوة فنظروا من يصلح للولاية من رؤساء القبائل فوجدوا جماعة كل واحد صالح

Bogga 139