أن النظر في الصورة الحسنة المليحة في الكتب إذا جمعت مع حسن صورتها [ص6ب] وصنعتها الألوان والأصباغ المذكورة، والاعتدال في مقادير الصور وحسن الأشكال مما
21
ينفي وينقي الأخلاط السوداوية، ويزيل الهموم الملازمة والكدورة عن الأرواح؛ لأن النفس تلطف وتشرف بالنظر فيها، فيتحلل ما فيها من الكدورة.
وهذا المعنى قد ذكره محمد بن زكريا الرازي،
22
وبالغ في ملازمة فعله لمن يجد في نفسه أفكارا ردية وهموما ملازمة.
وتفكر في كون الحكماء المتقدمين الذين استخرجوا الحمام على ما ذكر في مدد
23
من السنين، نظروا وعلموا وتيقنوا أن الإنسان إذا دخلها تحلل من قواه شيء كثير، فاتفقوا بحكمتهم، وجالوا بفكرتهم، واستخرجوا بعقولهم ما يجبر ذلك سريعا، فقرروا أن يرسموا صورا بأصباغ حسنة، يوجب النظر إليها زيادة القوى والأرواح، وقسموا ذلك التصوير إلى ثلاثة أقسام، وذلك
24
Bog aan la aqoon