Taariikhdii Boqorradii Tabaacinada

Shawqi Cabd Hakim d. 1423 AH
135

Taariikhdii Boqorradii Tabaacinada

سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا

Noocyada

ومرت بضعة أيام ثقيلة على قمرية، ارتدت فيها ثياب الحداد، ولزمت جثمان التبع لا تفارقه نادبة في همس، إلى أن تسرب خبر موت التبع ذو اليزن إلى أقرب مقربيه، في تكتم وفق في الإبقاء عليه الوزير، يثرب، حتى لا يتسرب الخبر إلى الأحباش وملكهم الطامع.

إلى أن حان موعد دفن الجثمان سرا بمقابر التباعنة، حسب وصية ذو اليزن ذاته الذي ركز فيها على أن تعتلي قمرية العرش مكانه في حكم حمير وتوابعها، لحين تسلم «ما في بطنها مقاليد الحكم.»

ويبدو أن أخبار ما حدث لم تغب هذه المرة عن أذن الوزير المعادي للعرب سقرديون، فحانت فرصة استرداد مكانته - المهتزة - داخل بلاط «سيف أرعد» الذي وجدها بدوره فرصة سانحة، للانتقام والتخلص من «قمرية الأذية» وما في أحشائها، خاصة وقد أشار عليه كهنته ومقربوه بضرورة قتل التبع المنتظر - سيف - منذ المهد وقبل أن يستفحل خطوه ضد بلاد الأحباش وتوابعها.

وذلك حين أنشده الشعراء والمتنبئون:

ومولود يأتيك يملك أرضهم

ويبقى على جميع البرية حاكما

في عصره تخرب مدينة أحمرا

وأسوارها تدمى جميعا وتهدما.

وظل الملك أرعد فترة طويلة مرتعدا لا يعرف كيف يتصرف، فربما كان ما يسمعه مجرد خدعة تالية من جانب تلك الأذية قمرية، للقضاء على ما تبقى من جيشه وملكه، كما حدث في السابق.

ومن هنا استقر رأي سيف أرعد، على أهمية التروي قبل اتخاذ قرار متعجل بالحرب ودون أن تغفل عيناه على رصد ما يجري ويحتدم داخل عاصمة التبع - أحمرا - عبر عيونه وبصاصيه المنبثين في كل مكان.

Bog aan la aqoon