وجلست أعيان القسطنطينية حول. سيدهم وترحبوا بقدوم العرب إليهم وقال الملك اسطفانوس أعلموا أيها السادات الكرام اننا نعرف أن العرب قوم اعتادوا على إلمروءة والوفاء وحفظ الناموس ويبذلون نفوسهم في شرف ناموسهم وإن كانوا يسكنون البادية وهم على غير شيء من العلوم والمعارف ويعرفون الشعر فيتغزلون ويتحمسون دأبهم السلب والغبب والاغارات على بعضهم نعضا لكن مزية تأمين الجار وإغاثة الملهوف لا تقاس بها فضيلة فهم على هذه أفضل من غيرهم بكثير يحق لمم أن يباهوا على الأكاسرة وكل طوائف الأرض ولذلك أخبركم الآن أنه وصلت إلل كتابة كسرى مع رسوله وعرض علي عنادكم وأخبرني بكل ما كان من الأمير حمزة فعجبت منه ومن عمله وخداعه ونكثه للمعروف ونكرانه للجميل فكيف يسعى في هلاك فتى تربى عل ماله وني عهدته وأخيرا خلص له بلاده من عدوه خارتين وأرجعه إلى ملكه بعد أن كان قادرا أن يتولاها هو ويجعلها عاصمة الممالك العربية ويسود به العرب على كل قبائل الدنيا وعرفت من هنا أن كسرى ظلم مخاتل وأن حمزة مظلوم معة وقد فتشت في الكتب فوجدت أنه هو الذي دلت عليه الدلائل فيذل الاعجام ويثل عرش كسرى ويكون له شأن عظيم ويقع بينئه وبين كسرى جروب هائلة عظيمة يحتاج بها إلى مسعفين ومساعدين فتاقت نفسي إلى مصاحبتكم لأكون معه وأنخدمه على سعادته واقباله لأني عارف بممهنة الطب معرفة تكفل لكم شفاء كل جريح يصاب وقت الحرب نعم ان كسرى بعثكم إلي مع علمه لست من عماله لكن ترجاني أن أقتل الأمير حمزة وأحارب العرب ظانا أني أوافقه على جهله وأجعل نفسي آلة بيده لانقاذ غاياته بل سوف يراني عدوا له ألد وذلك من أجلكم وحبا لكم فإن حمزتكم موفق وسوف تصل به السعادة إلى أعلى درجات المجد وينال ما لا يناله غيره لا"
من الأمراء ولا من الملوك والأبطال . ١ فلم سمع العرب كلامه مدحوه عليه وشكروه وتعجبوا من كرامته وقال له الملك النعمان لا ريب أن دين النصرانية هو الذي حملك على كرامة الاخلاق والتعقل والتبصر :بعواقب الأمور قال نعم ان الدين بالله تعالى والتسليم بأقواله ومحبة انبيائه علة كبرى للتهذيب والاخلاق وتحسين المزايا في كل نفس بشرية غير ان للحق سلطانا سائدا في الناس يعرفه كل فرد من افراد البشر فيدوسه صاحب الاخلاق السيئة مع اعترافه به في واخله ويكرمه سليم الطباع تأدبا منه وما أريده الآن هو حق وواجب فقال الأمير حمزة اننا في حاجة لمثلك في سفرنا هذا وفي كل حياتنا فأهلا بك ومرحبا فستكون من كبار رجالنا وسادات قومنا غير أن تدفعها لي فأعطيك بها وصلل وما ذلك إلا حفظا للحساب كي لا أغلط مع كسرى إذا قبل وسلمني بنته زوجة عن طيب خاطر ورضا ولا يكون له على حجة فيقول لي ما تممت الوعد ولا جثت بالرسم المضروب على القسطنطينية وأن كانت
١
Bog aan la aqoon