أخبرني من أثق به أن القوم الذين استقلوا رأس حصن كوكبان وهو طرفه المقابل للعروس نيف وثلاثون رجلا وذلك قبل طلوع الشمس للقدر الذي أمكنهم التيمم والباقون من العسكر في موضع صعب تحتهم الحيد وفوقهم الحيد فرآهم حرس الحصن وهتفوا بهم بالصوت ووقعت الواعية العظيمة، واكتشف أهل الحصن كشيفة ظاهرة وظنوا أنهم أحيط بهم، فلما رأوا أن الذين استقلوا معهم الحصن نفر قليل قصدوهم، وكان فيهم فارسان، فلما دنوا منهم حملوا عليهم وقاتل المسلمون قتالا عظيما فصرع فيهم جماعة علي بن سلمة الصنعاني وكثر الغز ومن معهم فانحاز المسلمون إلى طرف الحصن ظنا منهم أن أصحابهم الذين تأخروا منهم قد صعدوا إليهم، فلما رآهم المتأخرون منهزمين وهم في ذلك الموضع الوعر انهزموا من حيث هم ورمى كل بنفسه وطار أكثرهم الحيد فقليل من سلم ممن رمى بنفسه.
Bogga 145