Sirajka Ifaya
السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير
Noocyada
• (أفضل المؤمنين) أي الكاملين الإيمان (إسلاما من سلم المسلمون) أي وكذا المسلمات ومن له ذمة أو عهد (من لسانه ويده) أي من التعدي بأحدهما إلا في حدا وتعزيزا وتأديب لأنه استصلاح فإن قيل هذا يستلزم أن من اتصف بهذا خاصة كان مسلما كاملا أجيب بأن المراد من اتصف بذلك مع مراعاة باقي الصفات التي هي أركان الإسلام ويحتمل أن يكون المراد بذلك تبيين علامة المسلم التي يستدل بها على إسلامه وهي سلامة المسلمين من لسانه ويده ويحتمل أن يكون المراد بذلك الإشارة إلى الحث على حسن معاملة العبد مع ربه لأنه إذا أحسن معاملة إخوانه فأولى أن يحسن معاملة ربه من باب التنبيه بالأدنى على الأعلى وخص اللسان بالذكر لأنه المعبر عما في النفس وكذلك اليد لأن أكثر الأفعال بها وفي ذكرها أيضا دون غيرها من الجوارح نكتة فيدخل فيها اليد المعنوية كالاستيلاء على حق الغير بغير حق (وأفضل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا) بضم الخاء المعجمة واللام فحسن الخلق دال على كمال الإيمان وسوء الخلق دال على نقصه # (وأفضل المهاجرين) من الهجر بمعنى الترك (من هجر ما نهى الله عنه) لأن الهجرة ضر بأن ظاهرة وباطنة والباطنة ترك ما تدعو إليه النفس الأمارة بالسوء والشيطان والظاهرة الفرار بالدين من الفتن والهجرة الحقيقية ترك ما نهى الله عنه من المحرمات والمكروهات (وأفضل الجهاد من جاهد نفسه في ذات الله عز وجل) أي أفضل الجهاد جهاد من اشغل نفسه بفعل المأمورات وكفها عن المنهيات امتثالا لأمر الله عز وجل لأن الشيء إنما يفضل ويشرف بشرف ثمرته وثمرة مجاهدة النفس الهداية قال الله تعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا (طب) عن ابن عمرو بن العاص قال المناوي في شرحه الكبير بإسناد حسن
• (أفضل المؤمنين) أي من أرفعهم درجة (أحسنهم خلقا) بالضم لأنه تعالى يحب الخلق الحسن قال المناوي والمراد حسن الخلق مع المؤمنين وكذا مع الكفار المعصومين والفساق على الأصح (ه ك) عن ابن عمر بن الخطاب وإسناده صحيح
• (أفضل المؤمنين إيمانا) قال المناي عام مخصوص إذ العلماء الذابون عن الدين أفضل (الذي إذا سأل أعطى) ببناء سأل للفاعل وأعطى للمفعول أي أعطاه الناس ما طلبه منهم لمحبتهم له المحبة الإيمانية واعتقادهم فيه لدلالة ذلك على محبة الله له (وإذا لم يعط استغنى) أي بالله ثقة بما عنده ولا يلح في السؤال ولا يذل نفسه بإظهار الفاقة والمسكنة (خط) عن ابن عمرو بن العاص وإسناده ضعيف لكن له شواهد
• (أفضل المؤمنين رجل) أي إنسان ذكرا كان أو أنثى (سمح البيع سمح الشراء) بسكون الميم أي سهل إذ باع أحدا شيئا وإذا اشترى من غيره شيئا (سمح الاقتضاء) أي سهل إذا طالب غيره بدينه فلا يضيق على المقل ولا يلجئه لبيع متاعه بدون ثمن مثله ولا يضايق في التافه (طس) عن أبي سعيد الخدري ورجاله ثقات
• (أفضل الناس) أي من أفضلهم (مؤمن يجاهد في سبيل الله) المراد هو من قام بما تعين عليه القيام به ثم حصل هذه الفضيلة وليس المراد من اقتصر على الجهاد وأهل الواجبات العينية (بنفسه وماله) لما فيه من بذلهما لله تعالى والنفع المتعدى (ثم مؤمن في شعب) بكسر الشين المعجمة وسكون المهملة (من الشعاب) وهو فرجة بين جبلين أي ثم يليه في الفضيلة مؤمن منقطع للتعبد في خلوة منفرد أو إن لم يكن في شعب وإنما مثل به لأن الغالب على الشعاب الخلوة من الناس (يتقي الله) أي يخافه بفعل المأمورات وتجنب المنهيات (ويدع الناس من شره) أي يتركهم فلا يخاصمهم ولا ينازعهم وهذا محله في زمن الفتنة أو فيمن لا يصبر على أذى الناس (حم ق ت ن ه) عن أبي سعيد الخدري
• (أفضل الناس مؤمن مزهد) بضم الميم وسكون الزاي وفتح الهاء أي مزهود فيه لقلة ماله وهو أنه على الناس وقيل بكسر الهاء أي زاهد في الدنيا (فر) عن أبي هريرة وإسناده ضعيف
• (أفضل الناس رجل) أي إنسان ذكرا كان أو أنثى (يعطي جهده) بضم الجيم أي ما يقدر عليه والمقصود أن صدقة المقل # أكثر أجرا من صدقة كثير المال (الطيالسي) أبو داود (عن ابن عمر) بن الخطاب
Bogga 264