Sirajka Ifaya
السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير
Noocyada
• (أن من الشره) أي مجاوزة الحد المرضي (أن تأكل كلما اشتهيت) أي لأن النفس إذا تعودت ذلك شرهت وترقت من مرتبة لخرى فلا يمكن كفها بعد ذلك فتقع في مذمومات كثيرة قال العلقمي وروى البيهقي في الشعب من حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها إياك والإسراف فإن أكلتين في يوم من السرف قال الغزالي فإذا أكلتان في يوم من السرف وأكلة في يومين من التقتير وأكلة في يوم قوام وهو المحمود في كتاب الله تعالى ومن # اقتصر في اليوم على أكلة واحدة فالمستحب أن يأكلها سحرا قبل طلوع الفجر فيكون أكله بعد التهجد وقبل الصبح فيحصل له جوع النهار للصيام وجوع الليل للقيام وخلو القلب لفراغ المعدة ورقة القلب وسكون النفس (ه) عن أنس ويؤخذ من كلام المناوي أنه حديث حسن لغيره
• (أن من السنة) أي الطريقة المحمدية (أن يخرج الرجل مع ضيفه إلى باب الدار) زاد في رواية ويأخذ ركابه أي أن كان يركب وكذلك كان يفعل الإمام أحمد بن حنبل بالشافعي إذا زاره وينشد للشافعي رضي الله عنه:
قالوا يزورك أحمد وتزوره
• قلت الفضائل لا تفارق منزله
إن زارني فبفضله أو زرته
• فلفضله فالفضل في الحالين له
وذلك لإكرام الضيف فينصرف طيب النفس منشرح الصدر قال المناوي وفي رواية إلى باب البلد أي إن كان من بلد آخر والأول كاف في حصول السنة والثاني للأكمل والكلام في المؤمن (ه) عن أبي هريرة وإسناده ضعيف
• (أن من الفطرة) أي السنة أي هذه الخصال من سنن الأنبياء وقد أمرنا أن نقتدي بهم قال تعالى فبهداهم اقتده وأول من أمر بها إبراهيم عليه الصلاة والسلام وذلك قوله تعالى وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال ابن عباس أمر بعشر خصال ثم عددهن فلما فعلهن قال أني جاعلك للناس إماما أي ليقتدى بك ويستن بسنتك وقد أمرت هذه الأمة بمتابعته خصوصا في قوله تعالى ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا (المضمضة والاستنشاق) أي إيصال الماء إلى الفم والأنف في الطهارة (والسواك) بما يزيل القلح (وقص الشارب) وهو الشعر النابت على الشفة العليا قال الحافظ بن حجر في شرح البخاري أكثر الأحاديث وردت بلفظ القص وورد في بعضها بلفظ الحلق وبلفظ جزوا الشوارب وبلفظ احفوا الشوارب وبلفظ انهكوا الشوارب قال وكل هذه الألفاظ تدل على أن المطلوب المبالغة في الإزالة الجز قص الشعر والصوف إلى أن يبلغ الجلد وإلا حفا الاستقصا والنهكة المبالغة في الإزالة وكان أبو حنيفة وأصحابه يقولون إلا حفا أفضل من التقصير وقال الأثرم كان أحمد يحفي شاربه احفاء شديدا ونص على أنه أولى من التقصير والاحفاء عند مالك القص وليس بالاستئصال وقال النووي في قص الشارب أن يقصه حتى يبدو طرف الشفة ولا يحفه من أصله وذهب بعض العلماء إلى التخيير في ذلك لثبوت الأمرين معا في الأحاديث المرفوعة قال العلقمي وهذا هو المختار عندي لما فيه من الجع بين الأحاديث والعمل بها كلها فينبغي لمن يريد المحافظة على السنة أن يستعمل هذا مرة وهذا مرة فيكون قد عمل بكل ما ورد ولم يفرط في شيء (وتقليم الأظفار) من يد أو رجل ولو زائدة وفيه كيفيات واختار الشرف الدمياطي التخالف وذكر أنه تلقى عن بعض المشايخ أن من قص أظفاره مخالفا لما يصبه رمد وأنه جرب ذلك مدة طويلة وأشار بعضهم إلى التخالف في قوله # في قص يمين رتبت خوابس
Bogga 135