============================================================
وكونى بالفضل معها مبرزأ وعن كل قرن متميزا ، فكشف لى الزمان عن كون البضاعة التى كان رجانى فيها هذا الرجاء ياثرة كاسدة سسترذلة مستذلة ، فسقط فى يدي وعمى على طريق رشدى ، وقلت الآن ضل السعى وخاب الأسل ، وبطل المعتمد عليه والمتكل ، والجاتنى الضرورة إلى غيرها سن بضاعة مزجاة ساكنت اعتدتها طول دهرى ، إذ كان حظى منها كحظ غيري ، فلولا آنها تقوم بى وتريش قليلا سهمى لما قامت لى راية فى جاسع الناس ، ولتلاعبت بى أيدى الأوضاع منهم والخساس (1) ويزداد إعجابنا بصراحة ه هذا المؤرخ الفيذ إذا علمنا أن البضاعة التى كان أعدها لوفع شانه هى علوم الدعوة التأويلية ، مما يدلنا على أن الدعوة قد بدأت تضعف فى مصر ، وأن القايمين عليها لم يأبهوا بها ، فاضطر المؤيد أخيرا إلى أن يجاريهم فى هذا المضمار .
تم يترك المؤيد مسرفى أمر خطير نيط به القيام عليه ، وكان المؤيد أول من فكر فيه ومهد له مع وزراء مصر ، فعهد إليه المصريون أن يتمم ما بدأه ويتكفل بتتقيذ ما شرع فيه ، ذلك الأمر أن يكون على رأس مدد الأموال والخلع التى أرسلها المصريون إلى البساسيرى ليتقوى بها في حركته ضد العباسيين والسلجوقيين ، فيحدثنا عن هنه النصبة الى وليها وجفوده في تقيقها ، وكيف جذب إليه قلوب الأمراء العديدين الذين استقلوا باماراسهم فى العراق وشمال الشام ، ولم يتركوا للخليفة العباسى سوى الخطبة على المنابر ، وكانوا كثيرا مايترددون بين الدعوة للعباسيين والدعوة للفاطميين دون أن يكون هم رادع سن دين دانوا به أو عهد عاهدوا عليه ، بل كان النفاف ديدنهم ، والطمع فى أموال وخلع العباسيين والفاطميين رائدهم ، كما كانت الحروب بين هؤلاء الأمراء مستعرة دائما ما أضعف الدولة العباسية واطمع فيها البويهيين ثم السلاجقة .
كان اكبر هذه الاسارات أثرا فى القرن الخامس هى: بنو مزيد فى الحلة (5545-303)، وينو سروان في ديار بكر (380- 5489) ؛ وينو عتيل فى الموصل (6489-386)، وينومرداس في حلب (414 - 472 5) ، وسوى هذه الامارات كان بعض الأمراء يحتل بلدا ، ثم سرعان ماينتقل هذا الجلد إلى يد أمير آخر يعد حروب ومحن ، وهكذا كان أسر البلاد فى اضطراب ليس بعده اضطراب ، والأمراء فى منازعانهم ومشاحناتهم بعضهم سع بعض ما جعل موقف المؤيد دقيقا حرجا ، ووصف فى سيرته علاقته بهؤلاء الأمراء ، حتى استطاع ان يؤلف بينهم فهزموا السلجوقيين فى أول الأمر ، ولكنهم لم يليثوا أن انقصم عرى شلهم فسهل على طغرلبك أن يوقع بهم ، وتتوالى الحوادث فيدخل البساسيرى بنداد سنة 5400، - (1) سفحة 29.
[15]
Bogga 20