============================================================
لم يحدثنا المؤيد فى سيرته عن حياته باكلها ، ولم يذكر لنا شيئا عن أسرته ولا عن اساتذته ، فقد كان رجلا يدين يالستر فلم يشأ أن يزيح الستر عن شيوخه الذين أخذ عنهم ، ولا عن الدعاة الذين انصلوا به وأخذوا عنه ، واكتفى بان جعل أخر ومضان سنة 439* ده سيرته ، ويخيل إلى أن المؤيد عند ما بدأ بكتاية سيرته لم يشأ أن يكتب ترجمة حياته ، انما أراد أن يؤرخ ما حدث بينه ويين الملك أبى كاليجار البويهى فى شيراز ، ثم توسع المؤيد ف سرد الحوادت وتفصيلها واستطرد في ذكر بعض الحوادث التى أسهم فيها ، فكان نتيجة ذلك أنهكتب جزءا هاما من تاريخ حياته ، ولا ندرى ما الذى دفع المؤيد إلى الاقتصار على هذا الحجزء من تاريخ حياته مع أنه عاش نحوا من عشرين عاسا يعد تلك الحوادث التى ختم بها سيرته، سعنى هذا كله ان المؤيد لم يترجم لنفسه إلا لجزء يسير من حياته وهو الحجزء الذى يقع ين سنة 429 ح وبين سنة.40 * ، اما قيل سنة 429 *، فليس بين آيدينا مصادر تحدثنا عنه ولا عن أسرته ، ولعل الاشارة الوحيدة التى وردت فى السيرة عن والده هى قول المؤيد لوزير الملك أنى كاليجار *إن والدى كان فى هذا البلد متسما بهذا الاسم ، مرتسما بهذا الرسم ، وكان له من المكنة واليد والقدرة ما كان يغنيه أن يطأ عتبة باب ، أو يقاسى ذل حجاب ، وكان الوزير أبو غالب الواسطى - الملقب بفخر الملك - وزير الوزراء الذى كان ما كان باتساع مكنته وانبساط يده ، نازلا هذه الدار التى تنزلها ، فلم يعهد والدى قط داخلا إليه ولا مسلما عليه، ووجد ذلك شي دفعة يزوره ليلا في بيته ويغشاه في منزله"(1) فهذا النص هو الوحيد فى السيرة الذى ورد فيه ذكر أييه ، ومنه نمرف أن والده كان داعى دعاة المذهب الفاطمى فى إقلم فارس ، وأنه كان على جانب من عزة النفس والمكانة بين مواطنيه حى أن الوز ير الواسطى كان يزوره فى منزله دون أن يزور هو الوزير فى سنزله أوفى دار وزارته . ويخيل إلى أن المؤيد أخذ عن والده سوسى بن داود علوم الدعوة ، فقدكان والده بهي ولديه هذا المنصب من بعده ، فقد ورد فى رسالة سباسم البشارة بالامام الحاكم أحمد حميد الدين بن عبد الله الكرمانى المتوفى سنة 402 * ، أن الاسام الحاكم بأمر الله قال في آخر سجل ورد نواحي فارس على سوسي بن داود جوابأ عما كان اختاره من اقاسة ولديه مكانه توييخا له وإنكارا لقوله "وأما قتياك وما ذكرت أنك تورثه لها ، فذلك على ما يراه الامام فى وقته وحينه ، الأيام تعد ياسوسى ، والأنفاسر تحصى ، والرد إلى الله تعالى وإلى وليه أحق وأحرى ، ولا تقولن لشىء إنى فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله ، واذكر ربك إذا نسيت ، وقل عسى أن يهديى ربى لأقرب من هذا رشدا" (2) ، ومن يدرى (1) واجع صفحة 010- (2) مجموعة رسائل الكرسانى (نسخة خطية بمكبى) .
[13]
Bogga 17