ورحل حاجا، وكان: من أهل العلم، والعمل وترك الدنيا، صواما قواما، منقبضا، عن الناس، فارا بدينه، ملازما لثغور المسلمين، وكان كثيرا ما يوكد في الرواية، ولا يرى لأحدٍ النظر في مسألة ولا حديث حتى يروي ذلك. وكان حسن الضبط لكتبه، متحريا لم يبح لأحدٍ أن يسمع منه، ولا روى لأحد شيئا من كتبه. وتوفي في شوال من سنة خمسين وأربع مائة، وصلى عليه تمام بن عفيف وفرغ من جنازته وحانت صلاة العصر وصلاها الناس بأذان وإقامة وحضر المأمون. من كتاب ابن مطاهر.
أحمد بن خصيب بن أحمد الأنصاري: من أهل قرطبة بها نشأ، ثم سكن القيروان، وأخذ عن أبي الحسن علي بن أبي الحسن علي بن أبي طالب العابر أكثر روايته وتواليفه وعن غيره.
وكان له علم بعبارة الرؤيا، ثم استوطن دانية. وتوفي بعد ذلك بقلعة حماد من بلاد العدوة في حدود سنة خمسين وأربع مائة وهو ابن اثنتين وستين سنة أو نحوها. ذكره ابن خزرج وروى عنه.
أحمد بن حصين: من أهل بجانة، يكنى: أبا عمر.
كان فقيها على مذهب مالك، معتنيا بالآثار وكتب منها بخطه كثيرا. وصحب أبا الوليد بن ميقل، والمهلب بن أبي صفرة، وأبا أحمد بن الحوات وغيرهم. ودعى إلى القضاء فأبى من ذلك. وتوفي سنة ست وخمسين وأربع مائة. وهو ابن خمس وسبعين عاما. ذكره ابن مدير.
1 / 62