الجزء الأول
حرف الألف
من اسمه أحمد
أحمد بن عمر بن أبي الشعري الورَّاق المقرىء: قرطبي، يكنى: أبا بكر، كان أهل قرطبة يأخذون عنه، ويقرءون عليه القرآن قبل دخول أبي الحسن الأنطاكي الأندلس، ويعتمدون عليه. وكان يروي عن أبي عمر محمد بن أحمد الدمشقي، وعن أبي يعقوب النهر جوري، وغيرهما. وكان يكتب المصاحف وينقطها، وكان الناس يتنافسون في ابتياعها لصحتها، وحسن ضبطها وخطها.
وتوفي: بعد سنة خمسين وثلاث مائة. ذكره أبو عمروٍ المقرىء. وحدث عنه أبو عمر أحمد بن حسين الطبني.
أحمد بن محمد بن فرج: من أهل جيان، يكنى: أبا عمر، يعرف بالنسبة إلى جده.
كانت له رواية عن قاسم بن أصبغ، والحسن بن سعدٍ. وكان علم اللغة والشعر أغلب عليه. وألف: كتاب الحدائق عارض به: كتاب الزهرة لابن داود الأصبهاني، ولحقته محنة لكلمة عامية نطق بها نقلت عنه، فنيل بمركوهٍ في بدنه، وسجن بجيان في سجنها، وأقام في السجن أعواما سبعة أو أزيد منها. وكانت له أشعارٌ ورسائل في محبسه إلى الخليفة الحكم بن عبد الرحمن الناصر، كانت لا تصل إليه فيما يذكر.
فلما توفي الحكم نفذ كتاب بإطلاقه، فلما علم بذلك فزع فمات إلى يسير. وكان أهل الطلب يدخلون إليه في السجن، ويقرءون عليه اللغة وغيرها.
نقلته من خط أبي عبد الله محمد بن عتاب الفقيه. وكانت وفاة الحكم يوم السبت لثلاث خلون من صفر سنة ست وستين وثلاث مائة.
1 / 11
أحمد بن خلف بن محمد بن فرتون المديوني الزاهد الراوية. من أهل مدينة الفرج، يكنى أبا عمر.
روى ببلدة عن وهب بن مسرة وأكثر عنه، وسمع بطليطلة: من عبد الرحمن بن عيسى ابن مدراجٍ، وغيره. ورحل إلى المشرق وروى عن أبي الفضل محمد بن إبراهيم الديبلي المكي، والحسن بن رشيق المصري، وأبي محمد بن الورد، وأبي الحسن محمد بن عبد الله ابن زكرياء بن حيوية النيسابوري، وأبي علي الأسيوطي، وأبي حفص الجرجيري.
سمع الناس عنه، وكان: خيرا، فاضلا، زاهدا ثقة فيما رواه.
ومن روايته عن وهب بن مسرة، قال: دخلت على محمد بن وضاح بين المغرب والعشاء مودعا، فقلت له: أوصني رحمك الله. فقال: أوصيك بتقوى الله ﷿ وبر الوالدين، وحزبك من القرآن فلا تنسه، وفر من الناس فإن الحسد بين اثنين والواحد من هذا سليم.
قال: وأخبرنا وهب بن مسرة قال: قال ابن المبارك: إذا أخذت عن الشيخ سبعة أحاديث فلا تبال بموته.
وأخبرنا أبو محمد بن عتاب ﵀: أخبرنا أبو القاسم حاتم بن محمد، قال: أخبرنا أبو محمد بن ذنين، قال: أخبرنا أبو عمر أحمد بن خلف المديوني قال: حدثني أبو الحسن محمد بن عبد الله ابن زكريا النيسابوري، قال: قال أبو عبد الرحمن النسائي: ما نعلم في عصر ابن المبارك رجلا: أجل من ابن المبارك، ولا أعلى منه، ولا أجمع لكل خصلة محمودة منه.
روى عنه الصاحبان أبو إسحاق بن شنظير، وأبو جعفر بن ميمون. وأبو محمد عبد الله بن ذنين. وقالوا جميعا: توفي في سنة سبعٍ وسبعين وثلاث مائة.
قال أبو محمد: يوم الخميس في المحرم وهو ابن ثمانٍ وأربعين سنة، وصلى عليه أبو بكر أحمد بن موسى. وقال الصاحبان: في صفر من العام.
1 / 12
قال أبو محمد: وكان ممن ترجى بركة دعائه، وقد رأيت له براهين كثيرة، وحدث عنه أيضًا أبو عمر الطلمنكي المقرىء، والمنذر بن المنذر الكناني، وأبو محمد ابن أبيض.
أحمد بن موسى بن ينق: من أهل مدينة الفرج، يكنى: أبا بكر، إلتزم السماع على وهب بن مسرة من سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مائة، فسمع منه معظم ما عنده، وسمع من غيره أيضا.
وكان رجلا صالحا، ثقة في روايته. حدث عنه الصاحبان أبو إسحاق، وأبو جعفر، وأبو محمد بن ذنين. وقالوا: توفي في ذي القعدة سنة سبع وسبعين وثلاث مائة. وقال أبو محمد: توفي في يوم الخميس، وصلى عليه يوم الجمعة لثمانية أيام مضت من ذي القعدة وهو ابن أربع وسبعين سنة. وقال الصاحبان: لثلاث خلون من ذي القعدة. وقالوا جميعًا: ولد سنة ستٍ وثلاث مائة.
أحمد بن عبد الرحمن بن عبد القاهر بن حيي بن عبد الملك العبسي: من أهل إشبيلية، يكنى أبا عمر.
روى بقرطبة عن محمد بن لبابة، وأحمد بن خالدٍ، وأسلم بن عبد العزيز، وأحمد ابن بقي، وابن الأغبس وغيرهم. وسمع بإلبيرة: من محمد بن فطيس، وأحمد بن منصور وغيرهما. وبسرقسطة من ثابت بن حزم وغيره.
ورحل إلى المشرق صدر سنة تسع عشرة، فأخذ عن أبي جعفر العقيلي، وابن الأعرابي، وعبد الرحمن بن يزيد المقرىء، وإسحاق بن إبراهيم النهر جوري، وأبي جعفر الطحاوي، وغيرهم كثير جمعهم في برنامج له حفيل. وانصرف إلى الأندلس سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مائة.
وكان: من أهل الخير والفضل، والتصاون والانقباض. وله تأليف في الفقه سماه: الاقتصاد، وتأليف في الزهد سماه: الاستبصار. وكان متفننا.
1 / 13
توفي في صفر من سنة تسعٍ وسبعين وثلاث مائة. ومولده في ربيع الآخر سنة ثلاث وتسعين ومائتين. وطلب العلم من أول سنة عشر وثلاث مائة.
أحمد بن أبان بن سيد صاحب الشرطة بقرطبة، يكنى: أبا القاسم.
روى عن أبي علي البغدادي، وسعيد بن جابر الإشبيلي وغيرهما. وحدث بكتاب: الكامل عن سعيد بن جابر، وعنه أخذه أبو القاسم بن الإفليلي، وأخذ عن أبي علي كتاب: النوادر له، وغير ذلك.
وكان: معتنيا بالآداب واللغات وروايتهما. متقدما في معرفتهما وإتقانهما.
قال ابن حيان: قرأت بخط القاضي أبي الوليد بن الفرضي، ونقلته منه، قال: توفي أبو القاسم بن سيد صاحب الشرطة: سنة اثنتين وثمانين وثلاث مائة. ولم يذكره أبو الوليد في تاريخه.
أحمد بن محمد بن داود التجيبي: من أهل طليطلة، يكنى: أبا القاسم.
روى عن أبي الحسن مؤمل بن يحيى بن مهدي، وغيره. حدث عنه الصاحبان وقالا: توفي سنة ثلاثٍ وثمانين وثلاث مائة.
أحمد بن سهل بن محسن الأنصاري المقرىء: من أهل طليلطة، يكنى: أبا جعفر، ويعرف: بابن الحداد.
له رحلة إلى المشرق، روى فيها عن القاضي جعفر بن الحسن قاضي المدينة، وعن أبي بكر الأذفوي، وأبي الطيب بن غلبون، وعبد الباقي بن الحسن، وأبي الحسن زياد بن عبد الرحمن القروي، وغيرهم.
حدث عنه الصاحبان، وقالا: توفي: في شهر رمضان سنة تسعٍ وثمانين وثلاث مائة.
قال أبو محمد بن ذنين: وولد سنة وثلاث وثلاثة مائة وذكره أيضًا أبو عمرو المقرىء: وقال: كان خيرا فاضلا، ضابطا لحرف نافع وهو فيه تصنيف.
1 / 14
أحمد بن محمد بن سليمان بن خديج الأنصاري: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر.
كان مختصًا بالمقرىء أبي عبد الله بن النعمان القروي، عنه أخذ القراءة وطرقها، وأحسن ضبطها، وكانت قراءته تشبه قراءة شيخه ابن النعمان المذكور. وكان راوية للحديث، دارسا للفقه، مناظرا فيه، صالحا عفيفا، كثير التلاوة للقرآن. مقبلا على ما يعنيه، شديد الانقباض عن الناس.
وكان: لا يأكل اللحم، ولا يسيغه إلا أن يكون لحم حوت خاصة ويغبه كثيرا. وتوفي كهلا في حدود خمسين أو نحوها، أحسب ذلك سنة تسعين وثلاث مائة ولا أحقه، ذكر ذلك القبشي ﵀.
أحمد بن سعيد البكري: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر، ويعرف: بابن عجب.
روى عن أبي إبراهيم ونظرائه، وتفقه عند أبي بكر بن زرب، وتوفي قبل التسعين وثلاث مائة. ولا أعلمه حدث. وله ابن من أهل هذا الشأن اسمه عبد الرحمن، وسيأتي في موضعه إن شاء الله. ذكره محمد بن عتاب الفقيه، ونقلته من خطه.
أحمد بن عبد الله بن محمد بن بكر بن المنتصر بن بكر العامري الأندلسي: نزل دمشق، يكنى: أبا بكر.
حدث عن أبي الحسن علي بن محمد الجلاء، وعن أحمد بن عطاء الروذباري، وأبي تراب علي بن محمد النحوي، وغيرهم.
لقيه الصاحبان في رحلتهما بأيلة، وسمعا منه في نحو الثمانين والثلاث مائة.
أحمد بن محمد بن الحسن المعافري: من أهل طليطلة. يحدث عن أبي عيسى الليثي وغيره.
1 / 15
حدث عنه الصاحبان وقالا: سنة ثلاثٍ أو أربع وتسعين وثلاث مائة.
أحمد بن محمد بن أحمد بن سهل الأنصاري الخراز: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر.
روى عن أبي عبد الله محمد بن عيسى، وعن أبي عبد الملك بن أبي دليم، وقاسم وغيرهم. حدث عنه الخولاني، وقال: كان شيخا صالحا ورعا، منقبضا عن الناس. وكان جارا لقاسم بن أصبغ البياني، بمسجد نفيس، بالربض الغربي بقرطبة.
أحمد بن محمد بن أحمد بن قاسم بن هلال بن يزيد بن عمران بن طاهر القيسي: من أهل قرطبة، يكنى أبا عمر.
روى عن أبيه، ووهب بن مسرة وقاسم بن أصبغ، وابن مسور وغيرهم، وكان من بيت علم وفضل، ودين ونباهة.
وذكر خالد بن سعد قال: حدثت عن شيوخ بني قاسم بن هلال: أنهم كانوا لا توقد نارٌ في بيوتهم ليلة يليرٍ، ولا يطبخ عندهم شيء.
حدث عنه أبو إسحاق وقال: مولده في جمادى الأولى سنة ستٍ وعشرين وثلاث مائة، وكان سكناه بمقبرة أم سلمة مكان سلفه، ﵏.
أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن شريعة اللخمي، يعرف: بابن الباجي، من أهل إشبيلية، يكنى: أبا عمر.
ذكره الخولاني، وقال: كان من أهل العلم، متقدما في الفهم، عارفا بالحديث ووجوهه، إماما مشهورا بذلك. نشأ في العلم ومات عليه، لم ترعيني مثله في المحدثين: وقارا وسمتًا.
1 / 16
سمع: من أبيه أبي محمد جميع روايته ومن غيره. ورحل إلى المشرق مع ابنه أبي عبد الله ولقيا شيوخا جلة هنالك وكتبا كثيرا، وحجا وانصرف جميعا وبقيا بإشبيلية زمانا، واستقضى أبو عمر بها، ولم تطل مدته فيها. ثم رحل أبو عمر إلى قرطبة مستوطنا لها، مبجلا فيها، سمعنا عليه كثيرا في جماعة من أصحابنا.
وكان: مولده سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مائة. وتوفي: بقرطبة ليلة الجمعة، ودفن يوم الجمعة لصلاة العصر لإحدى عشرة ليلة خلت من المحرم سنة ستٍ وتسعين وثلاث مائة. وصلى عليه أبو العباس بن ذكوان القاضي، ودفن بمقبرة قريش على مقربة من دار الفقيه المشاور ابن حيي وشهدت جنازته في حفلٍ عظيم من وجوه الناس وكبرائهم رحمنا الله وإياهم.
قال عبد الغني بن سعيد الحافظ في كتاب: مشتبه النسبة له وقد ذكر أبا عمر هذا فقال: كتبت عنه وكتب عني، وحدث عنه أيضا أبو عمر بن عبد البر وقال: كان يحفظ: غريبي الحديث لأبي عبيد، وابن قتيبة حفظا حسنا، وشاوره القاضي ابن أبي الفوارس وهو ابن ثمان عشرة سنة ببلدة إشبيلية، وجمع له أبوه علوم الأرض فلم يحتج إلى أحدٍ. إلا أنه رحل متأخرا ولقي في رحلته أبا بكر بن إسماعيل، وأبا العلاء بن ماهان، وأبا محمد الضراب وغيرهم. وقال: كان إمام عصره، وفقيه زمانه لم أر بالأندلس مثله.
وحدث عنه أيضا أبو عمر بن الحذاء وقال: دخل قرطبة وجلس في مسجد ابن طوريل بالربض الغربي. وكان: فقيها جليلا في مذهب مالك، ورث العلم والفضل ﵀.
أحمد بن موفق بن نمر بن أحمد بن عبد الرحمن بن قاسم بن أحمد الأموي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا القاسم.
1 / 17
روى بقرطبة: عن محمد بن هشام بن الليث وأبي عمر بن الشامة، وأحمد بن سعيد ابن حزم، وأحمد بن مطرف، وزكرياء بن يحيى بن برطالٍ، ووهب بن مسرة، وأبي إبراهيم وغيرهم كثير.
ورحل إلى المشرق وحج سنة اثنتين وخمسين وثلاث مائة، وأخذ عن أبي بكر محمد بن علي بن القاسم الذهبي، ومحمد بن نافع الخزاعي، وأبي بكر الآجري، وعن الحسن بن رشيق، وحمزة الكناني وجماعة سواهم.
وكان: من أهل الخير والمعرفة بالأدب، وتولى: الصلاة والخطبة بجامع الزهراء.
قال ابن حيان: وتوفي في شهر رمضان سنة ستٍ وتسعين وثلاث مائة.
قال ابن شنظير: ومولده لسبع ليال خلون من شهر رمضان سنة ثلاثٍ وعشرين وثلاث مائة.
أحمد بن محمد بن أحمد بن سليمان الأزدي الزيات: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر.
روى عن وهب بن مسرة، وأحمد بن سعيد بن حزم، وخالد بن سعدٍ. روى عنه الخولاني وقال: وكان من أهل الفضل والصلاح والاستقامة على الخير والسنة.
وكان: ممن صحب أحمد بن سعيد في توجهه معه إلى ضيعته، وممن يأنس به لحاله ونبله. وكان قد نيف على الثمانين سنة ﵀.
أحمد بن محمد بن أحمد بن سيد أبيه بن نوفل الأموي: من أهل قرطبة، يكنى أبا عمر.
روى عن أبي جعفر التميمي، وأبي بكر محمد بن معاوية القرشي، وأبي زيد عبد الرحمن ابن بكر بن حماد، وأبي بكر بن القوطية، وأبي عمر يوسف بن محمد بن عمروس الأستجي الكبير، والصغير أيضا يوسف بن محمد بن عمروس.
1 / 18
روى عنه أبو إسحاق، وأبو جعفر وقالا: سكناه بمقبرة مومرة عند مسجد رحلة الشتاء والصيف. ومولده في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مائة. وتوفي بعد سنة ثمان وتسعين وثلاث مائة.
أحمد بن عبد الله بن حيون: من أهل قرطبة، يكنى: أبا الوليد.
روى عن أبي عمر أحمد بن ثابت التغلبي، وأبي بكر بن القوطية وغيرهما. حدث عنه أبو بكر محمد بن موسى الغراب البطليوسي.
أحمد بن هشام بن أمية بن بكير الأموي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر.
روى عنه الخولاني وقالا: كان فاضلا من أهل القرآن والعلم مع الصلاح والفهم. لقي جماعة من الشيوخ المتقدمين المسندين منهم: أبو محمد قاسم بن أصبغ، ووهب بن مسرة وأبو عبد الملك بن أبي دليم، ومحمد بن عيسى بن رفاعة، وأبو بكر الدينوري، ورحل إلى المشرق وصحب هناك أبا محمد بن أسدٍ، وأبا جعفر بن عون الله، وأبا عبد الله بن مفرج.
وانصرف إلى الأندلس والتزم الإمامة والتأديب، وانتدب لأعمال البر والجهاد والرباط في الثغور كثيرًا. وكان مع هذا مستوطنًا بقرية اختبانة من عمل قبرة ويأتينا إلى قرطبة، توجهنا إليه في العشر الآخر من ذي الحجة سنة ستٍ وتسعين وثلاث مائة في جماعة فيهم عمي أبو بكر، وأبو الوليد بن الفرضي وابنه مصعب وأنا في جملتهم وبقينا عنده نحو ثمانية أيام، وسمعنا عليه كثيرا من روايته.
قال الحميدي: توفي سنة ثمان وتسعين وثلاث مائة.
أحمد بن سعيد بن إبراهيم الهمداني، يعرف بابن الهندي: من أهل قرطبة، يكنى أبا عمر.
1 / 19
روى عن قاسم بن أصبغ، ووهب بن مسرة وأبي إبراهيم، وعبد الله بن محمد بن أبي دليم. وأبي علي البغداذي ونظرائهم.
قال ابن عفيفٍ: وكان حافظا للفقه، وحافظا لأخبار أهل الأندلس، بصيرا بعقد الوثائق وله فيها ديوان كبير نفع الله المسلمين به.
قال ابن مفرج: قرأت على أبي عمر ديوانه في الوثائق ثلاث مرات، وأخذته عنه على نحو تأليفه له فإنه ألف أولًا ديونًا مختصرًا من ستة أجزاءٍ فقرأتها عليهن ثم ضاعفه وزاد فيه شروطا وفصولا وتنبيها فقرأت ذلك عليه أيضا، ثم ألفه ثالثة واحتفل فيه وشحنه بالخبر، والحكم، والأمثال، والنوادر، والشعر، والفوائد والحجج فأتى الديوان كبيرا، واخترع في علم الوثائق فنونا، وألفاظا، وفصولا وأصولا، وعقدا عجيبة فكتبت ذلك كله وقرأته عليه.
وكان: طويل اللسان، حسن البيان، كثير الحديث، بصيرا بالحجة، تنتجعه الخصوم فيما يحاولونه، ويرده الناس في مهماتهم فيستريحون معه، ويشاورونه فيما عن لهم. وكان: وسيما حسن الخلق والخلق، وكان إذا حدث بين وأصاب القول فيه وشرحه بأدب صحيح، ولسانٍ فصيح، وخاصم يوما عند صاحب الشرطة والصلاة إبراهيم بن محمد الشرفي فنكل وعجز عن حجته. فقال له الشرفي: ما أعجب أمرك أبا عمر؟ أنت ذكي لغيرك، بكى في أمرك. فقال: كذلك يبين الله آياته للناس. وأنشد متمثلا:
صرت كأني ذبالةٌ نصفت ... تضيء للناس وهي تحترق
البيت للعباس بن الأحنف.
ولاعن زوجه بالمسجد الجامع بقرطبة بحكم ابن الشرفي في سنة ثمان وثمانين
1 / 20
وثلاث مائة فعوتب في ذلك وقيل له: مثلك يفعل هذا؟! فقال: أردت إحياء سنة.
قال ابن حيان: وتوفي في شهر رمضان سنة تسعٍ وتسعين وثلاث مائة. وصلى عليه القاضي أحمد بن ذكوان.
وقرأت بخط ابن شنظير قال: مولده لعشرٍ بقين من المحرم سنة عشرين وثلاث مائة. وسكناه فوق الرقاقين ويصلى بمسجد النخيلة.
أحمد بن وليد بن هشام بن أبي المفوز: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر. أخذ القراءة عرضا عن أبي الحسن الأنطاكي، وجود عليه حرف نافع برواية ورش وقالون، وسمع منه كثيرا من كتبه، وأقرأ زمانا في مسجده إلى أن توفي سنة تسع وتسعين وثلاث مائة. ذكره أبو عمرو. قال ابن أبيض: سكناه بمقبرة أبي العباس الوزير بزقاق الشبلاري.
أحمد بن محمد بن ربيع بن سليمان بن أيوب الأصبحي، يعرف بابن مسلمة ومسلمة جده لأمه: من أهل قرطبة، يكنى: أبا سعيد وأصله من قبرة.
روى عن أبي علي البغداذي وغيره، وكانت له رواية وعناية، وكان: من أهل الضبط والتقييد لما روى. وعني باللغة والآداب والأخبار.
وتوفي سنة تسعٍ وتسعين وثلاث مائة. أو سنة أربع مائة. ومولده سنة اثنتي عشرة وثلاث مائة. قرأت ذلك بخط محمد بن عتاب الفقيه ﵀. وحدث عنه الصاحبان. ومحمد بن أبيض وغيرهم.
أحمد بن محمد بن عبادل من أهل قرطبة، يكنى: أبا بكر.
كانت له رحلة وعناية بالعلم، وكان ثقة فاضلا، روى عنه القاضي يونس بن عبد الله. وأبو عمر النمري. كذا عنده في المتن بخطه وقد حلق عليه، وكتب خارجه بالحمرة. ذكره ابن الفرضي.
1 / 21
أحمد بن حكم بن محمد العاملي، يعرف: بابن اللبان: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر.
كان: واسع العلم، مشهور الطلب للرواية، وولي الشورى بقرطبة بعد أخيه يحيى، ثم استقضاه محمد بن أبي عامر بحاضرة طليطلة فمات وهو يتولاه ﵀. ذكره القبشي.
أحمد بن أفلح بن حبيب بن عبد الملك الأموي الأديب الموثق: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر.
روى عن قاسم بن أصبغ، ومحمد بن عيسى بن رفاعة، ووهب بن مسرة، ومنذر القاضي، وأحمد بن سعيد بن حزم، وروى عن أبيه أفلح بن حبيب. وكانت له رحلة إلى الشرق. ذكره الخولاني وقال: كان من أهل العلم، قديم الطلب للعلم.
سمع من الشيوخ وتكرر عليهم، وكتب عنهم قديما، وأنشدني كثيرا من الشعر نفسه، لأنه كان من أهل الأدب البارع، متقدما في ذلك، وكان يعقد الشروط ملتزما لذلك في داره.
قال: وحكي لي أنه شاهد حين سماعه من وهب بن مسرة في المسجد الجامع فوقع لغط وكلام في المجلس بين أصحابه، وارتفع الصوت بينهم، وكان أحدهم يعرف بالبثرلي فأنكر عليهم ذلك بعض القومة حتى أخذ إليهم الدرة، وكان أبو بكر ابن هذيل الشاعر الأديب بالحضرة فقال في ذلك على البديهة:
إن وهب بن مسرة ... بين أهل العلم دره
كان في مجلسه اليو ... م على العلم معره
إذ علا القيم رأ ... س البثرلي بدره
وكان أبو عمر هذا بالحضرة فأنشدنيها له من حفظه، واورد على الحكاية ﵀. حدث عنه الصاحبان، وابن أبيض وقال: مولده سنة أربعٍ وعشرين وثلاث مائة.
1 / 22
أحمد بن محمد بن عبد الوارث: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر.
روى عن أبي عبد الله العاصي، وابن أبي الحباب، والطوطا لقي غيرهم. ذكره الحميدي، وقال: كان من أهل الأدب والفضل. أخبرني أبو محمد علي بن أحمد أنه كان معلمه.
قال: وأخبرني أنه رأى حيى بن مالك بن عائذ وهو شيخٌ كبير يتهادى إلى المسجد، وقد دخل والصلاة تقام قال: فسمعته ينشد بأعلى صوته:
يا رب: لا تسلبني حبها أبدا ... ويرحم الله عبدا قال: آمينا
قال: فلم أشك أنه يريد الصلاة.
أحمد بن مطرف بن هاني الجهني المكتب: من أهل قرطبة: يكنى: أبا عمر.
ذكره الخولاني وقال: كان على هدىٍ وسنةٍ، مجانبا لأهل البدع، فاضلا صالحا وسيما، حافظا مجودا للقرآن، حسن اللفظ به جدا. وكان: من أصحاب أبي الحسن الأنطاكي المقرىء، مقدما فيه عندهم ﵀. وقتل بجبل قنليشٍ شهيدًا في سنة أربع مائة.
ودفن بمقبرة مومرة، وحضره جمع من المسلمين لا يحصى.
أحمد بن رشيد بن أحمد البجاني الخراز: من بجانة، يكنى: أبا القاسم. يروي عن محمد بن فرج، وعمر بن يوسف، وخزز بن معصب، وأحمد بن جابر بن عبيدة وغيرهم.
حدث عنه الصاحبان بالإجازة، وأخذ عنه أيضًا أبو عمرو المقرىء وقال: كان فقيها.
أحمد بن عيسى بن سليمان بن عبد الواحد بن مهنى بن عبد الرحمن ابن خيار بن عبد الله الأشجعي، يعرف: بابن أبي هلال: من أهل بجانة، يكنى: أبا قاسم: روى عن أبي القاسم أحمد بن جابر بن عبيدة، وعن سعيد بن فحلون، وله رحلة إلى المشرق روى فيها عن أبي إسحاق التمار، وعتيق بن موسى وغيرهما. حدث عنه الصاحبان، وسمع هو أيضا منهما وقالا: كان رجلا صالحا قدم طليطلة مجاهدًا. ومولده
1 / 23
سنة ثلاث أو أربع أو خمس وثلاثين وثلاث مائة. وحدث عنه أيضا أبو عمر الطلمنكي وقال: كان رجلا صالحا. وحكم بن محمد الجذامي، وتوفى: في نحو الأربع ماية.
أحمد بن عبد الله بن أيوب سليمان بن أحمد بن عبد الله بن محمد الذهبي الأموي: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا بكر. وكان عم أبيه الفقيه اللؤلؤي. له رحلة إلى المشرق مع أبي زيد العطار، وسمعا بمكة: على شيوخها، وسمعا بالقيروان: من زياد بن يونس، وابن مسرور وغيرهما. حدث عنه الصاحبان وقالا: مولده في جمادى الأخرة سنة ثلاث وثلاثين وثلاث مائة. كان: سكناه عند مسجد فخر، وهو إمام مسجد السيدة، وله اختصار حسن في تفسير القرآن للطبري.
أحمد بن حبرون بالحاء المهملة والباء المعجمة بواحدة من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عمر.
ذكره الحميدي، وقال: كان من أهل العلم والجلالة. كان في الدولة العامرية. ذكره أبو محمد بن حزم.
أحمد بن نصر بن عبد الله البكري: من أهل قرطبة كان مستوطنا منها بالربض الغربي بمحجة بير ابن عبد الحميد يكنى أبا عمر.
يحدث عن خلف بن القاسم وغيره. وكان: رجلا صالحا، حدث عنه أبو حفص الزهراوي.
أحمد بن سعيد بن سليمان الصوفي: قرطبي، يكنى: أبا بكر.
روى عن محمد بن أحمد بن خالد وغيره. حدث عنه الصاحبان وقالا: قدم علينا طليطلة مجاهدا وتوفي: سنة سبعٍ وتسعين وثلاث مائة.
1 / 24
أحمد بن عبد العزيز بن فرج بن أبي الحباب النحوي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر.
روى عن أبي علي البغداذي ولزمه، وكانت له منه خاصة، وعن أبي محمد عبد الله ابن محمد بن قاسم الثغري القاضي. روى عنه القاضي أبو عمر بن الحذاء. وقال: كان من جلة شيوخ الأدب، عالما باللغة والأخبار، حافظا ضابطا لها، وكان فيه صلاح وخير، وكان ينسب إلى غفلةٍ إلا أنه كان ثقة ضابطا ﵀.
قال أبو عمر: وتوفي ليلة الجمعة ودفن في يومها منسلخ المحرم من سنة أربع مائة.
قال ابن حيان: ودفن في مقبرة الرصافة، وصلى عليه القاضي أحمد بن ذكوان وقد قارب التسعين سنة.
وكان: في غفلته آية من آيات ربه تعالى هي عند الناس مشهورة، مع تفننه في ضروب علم اللسان، إذا فاوهته في ذلك وجدته يقظا، عالما، حافظا صحيح الرواية، جيد الضبط لكتبه، متقد الذهن، شديد الحفظ للغة، بصيرا بالعربية، حسن الإيراد لما يحمله، وهو كان معلم المظفر عبد الملك بن أبي عامر. ونسبه في مصمودة من البرابرة ﵀.
أحمد بن بريل المقرىء: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر.
أخذ عن أبي الحسن الأنطاكي المقرىء بقرطبة وجود بمصر أيضا وسمع الحديث. وكان: أحد القراء المجودين الحفاظ من أهل الحجا والفضل، وقتل بعقبة البقر صدر شوال سنة أربع مائة مع المقرىء ابن الغماز وكان صاحبه.
أحمد بن محمد بن محمد بن عبيدة الأموي، يعرف: بابن ميمون: من أهل طليطلة، يكنى: أبا جعفر صاحب أبي إسحاق بن شنظير ونظيره في الجمع والإكثار
1 / 25
والملازمة معا والسماع جميعا.
روى بطليطلة عن أبي محمد عبد الله بن محمد بن أمية، وأبي محمد عبد الله بن فتح ابن معروف، ومحمد بن عمرو بن عيشون، وعبد الله بن عبد الوارث، وشكور ابن حبيب، وأبي غالب تمام بن عبد الله، وعبدوس بن محمد بن إبراهيم الخشني الخشني وجماعة سواهم من أهلها ومن القادمين عليها.
وسمع بقرطبة مع صاحبه أبي إسحاق: من أبي جعفر بن عون الله، وأبي عبد الله ابن مفرج، وخلف بن محمد الخولاني، وعباس بن أصبغ، وأبي عبد الله بن أبي دليم، وخطاب بن مسلمة بن بترى، وأبي محمد بن عبد المؤمن، وأبي الحسن الأنطاكي، وخلف بن القاسم وجماعة كثيرة سواهم يطول ذكرهم.
ورحل إلى المشرق سنة ثمانين وثلاث مائة مع صاحبه أبي إسحاق فحج معه وسمع بمكة: من أبي الطاهر محمد بن محمد بن جبريل العجيفي، وأبي يعقوب يوسف بن أحمد الصيدلاني، وأبي الحسن على بن عبد الله بن جهضم، وأبي القاسم السقطي وغيرهم.
وسمع بمدينة النبي ﷺ: من قاضيها أبي الحسين يحيى بن محمد الحسني الحنفي، وأبي علي الحسن بن محمد المقرىء، وأبي محمد الزيدي وغيرهم. وسمع بوادي القرى: من أبي جعفر أحمد بن علي بن مصعب، وبمدين: من أبي بكر السوسي الصوفي، وبآيلة: من أبي بكر بن المنتصر، وبالقلزم من أبي عبيد الله بن غسان القاضي. وبمصر: من أبي عدي عبد العزيز بن علي المقرىء، وأبي بكر بن إسماعيل، وأبي القاسم الجوهري، وأبي الطيب بن غلبون، وأبي بكر الأذفوي، وأبي العلاء ابن ماهان، وعبد الغنى بن سعيد وغيرهم.
1 / 26
وبإطرابلس: من أبي جعفر المؤدب أحمد بن الحسين، وبالقيروان: من أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد البكري يعرف بابن الصقلي، وأبي بكر عزرة، وأبي محمد بن أبي زيد الفقيه. وبالمسلية: من أبي القاسم سوار بن كيسان، ثم انصرف إلى طليطلة واستوطنها ورحل الناس إليه بها والتزم في الفهمين منها.
قال ابن مطاهر: وكان من أهل العلم والفهم، راوية للحديث، حافظا لرأى مالك وأصحابه، حسن الفطنة، دقيق الذهن في جميع العلوم، وكانت له أخلاقٌ كريمة، وآدابٌ حسنة.
وكان: يحسن ما يحاوله قولا وعملا، محمودا محبوبا مع الفضل والزهد الفائق والورع، وكان يأخذ بنفسه مأخذ الأبدال، وكان من أهل الخير والطهارة، منقبضا عما ينبسط فيه الناس من طلب الحرمة، مقبلا على طريقة الآخرة، منفردا بلا أهلٍ ولا ولد.
قال: وسمعت جماهر بن عبد الرحمن يقول: إن وقت وقوع النار في أسواق طليطلة واحترقت كانت دار أحمد بن محمد هذا في الفرائين فاحترقت الدار إلا البيت التي كانت فيه كتب أحمد، وكان ذلك الوقت في الرباط، وعجب الناس من ذلك، وكانوا يقصدون البيت وينظرون إليه.
وكان قد جمع من الكتب كثيرا في كل فن، وكانت جلها بخط يده، وكانت منتخبة مضبوطة صحاحا، أمهات لا يدع فيها شبهة مهملة، وقل ما يجوز عليه فيها خطأ ولا وهم، وكان لا يزال يتتبع ما يجده في كتبه من السقط والخلل بزيادة في اللفظ أو نقصان منه فيصلحه حيث ما وجده ويعيده إلى الصواب. وكانت كتبه وكتب صاحبه إبراهيم بن محمد أصح كتب بطليطلة.
وتوفي: يوم الاثنين لثمان بقين من شعبان سنة أربع مائة، ودفن بحومة باب شاقرة
1 / 27
بربض طليطلة. زاد غيره وصلى عليه صاحبه أبو إسحاق بن شنظير، وكان مولده سنة ثلاث وخمسين وثلاث مائة.
أحمد بن عبد الملك بن هاشم الإشبيلي، المعروف: بابن المكوي، يكنى: أبا عمر. كبير المفتين بقرطبة الذي انتهت إليه رياسة العلم بها أيام الجماعة.
صحب أبا إبراهيم إسحاق بن إبراهيم الفقيه وتفقه عنده وعند غيره من فقهاء وقته، حافظا للفقه مقدما فيه على جميع أهل عصره، عارفا بالفتوى على مذهب مالك وأصحابه، وكان بصيرا بأقوالهم، واتفاقهم، واختلافهم. من أهل المتانة في دينه، والصلابة في رأيه، والبعد عن هوى نفسه، لا يداهن السلطان، ولا يميل معه بهوادةٍ، ولا يدع صدقه في الحق إذا ضايقه. وكان القريب والبعيد عنده في الحق سواء.
ودعي إلى القضاء بقرطبة مرتين فأبي من ذلك واعتذر واستعفى عنه ولم يجب إليه البتة. وجمع للحكم أمير المؤمنين كتابا حفيلا في رأى مالك سماه: كتاب الاستيعاب من ماية جزء، وكان جمعه له مع أبي بكر محمد بن عبيد الله القرشي المعيطي ورفع إلى الحكم فسر بذلك ووصلهما وقدمهما إلى الشورى في أيام القاضي محمد ابن إسحاق بن السليم، فانتفع الناس به ووثقوه في أمورهم ولجؤا إليه في مهماتهم، ولم يزل معظما عندهم، عالي الذكر فيهم إلى أن توفي فجأة ليلة السبت، ودفن يوم السبت لصلاة العصر لسبع خلون من جمادى الأولى من سنة إحدى وأربع مائة ودفن بمقبره قريش، وكانت جنازته عظيمة الحفل، وشهدها واضح حاجب هشام بن الحكم وصلى عليه القاضي أبو بكر بن وافدٍ، وغسله أبو عمر بن عفيف.
وكان مولده سنة أربع وعشرين وثلاث مائة ذكره ابن عفيف، والقبشي، وابن حيان.
وسمع أبو محمد بن الشقاق الفقيه تلميذه يوم دفنه على قبره يقول: رحمك الله أبا عمر فقد فضحت الفقهاء بقوة حفظك في حياتك، ولتفضحنهم بعد مماتك، أشهد
1 / 28
أني ما رأيت أحدا حفظ السنة كحفظك، ولا علم من وجوهها كعلمك.
أحمد بن محمد بن أحمد بن سعيد بن الحباب بن الجسور الأموي مولى لهم: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر. وكناه ابن شنظير أبا عمير وضبطه.
روى عن قاسم بن أصبغ، ومحمد بن معاوية القرشي، ووهب بن مسرة، ومحمد بن عبد الله بن أبي دليم، والحبيب بن أحمد، ومحمد بن رفاعة القلاس، وأحمد بن مطرف، وأحمد بن سعيد بن حزم، ومنذر القاضي، وخالد بن سعد، وأحمد بن الفضل الدينوري وغيرهم.
حدث عنه أبو عمر بن عبد البر، والصاحبان، وأبو عبد الله الخولاني وقال: كان من أهل العلم، ومتقدما في الفهم، يعقد الوثائق لمن قصده، وفي المحافل لمن أنذره، حافظا للحديث والرأي، عارفا بأسماء الرجال، قديم الطلب.
وذكره الحميدي وذكر نسبه وقال: محدث مكثر. قال أبو محمد بن حزم: وهو أول شيخ سمعت منه قبل الأربع مائة. ومات في منزله ببلاط مغيث بقرطبة يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي القعدة سنة إحدى وأربع مائة.
وقرأت وفاته أيضا على نحو ما ذكره بخط أبي عبد الله بن عتاب الفقيه وقال: كانت وفاته في الطاعون، وكان كاتب القاضي منذر بن سعيد ومخلفه في السوق. وكان خيرا فاضلا أديبا شاعرا. قال ابن شنظير ومولده سنة تسع عشرة أو ستة وعشرين وثلاث مائة. ذكر ذلك عن ابن الجسور.
وقرأت بخط أبي عمر أحمد بن محمد هذا. قال: أخبرني بعض أصحابنا وهو أبو القاسم البغداذي جاري، قال، حدثني أبو القاسم أصبغ بن سعيد الحجاري الفقيه، قال: حدثني ابن لبابة الفقيه قال: سمعت العتبي يقول: حدثني سحنون بن سعيد أنه رأى عبد الرحمن بن القاسم في النوم فقال له: ما فعل بك ربك، فقال، وجدت عنده
1 / 29
ما أحببت، فقال له: فأي أعمالك وجدت أفضل؟ قال: تلاوة القرآن قال: فقلت له: فالمسائل؟ فكان يشير بأصبعه يلشيها. قال: فكنت أسأله عن ابن وهب فيقول لي: هو في عليين.
أحمد بن محمد بن وسيم: من أهل طليطلة، يكنى: أبا عمر.
كان: من المشاهير في العلم فقيها متفننا، شاعرا لغويا نحويا. وكانت له أسمعة عن أبيه عن جده، وكانت تقرأ عليه كتب الحديث فإذا مر القارىء بذكر الجنة والنار بكى.
وغزا مع محمد بن تمام إلى مكادة فلما انهزموا هرب إلى قرطبة فاتبعه أهل طليطلة في ولاية واضح وظفروا به فصلبوه فقال حينئذٍ: كان ذلك في الكتاب مسطورًا.
وجعل يقرأ سورة يس وهو في الخشبة ويقول لرامي النبل: نكب عن وجهي حتى سقط من الخشبة ووافق دماغه حجرٌ فمات. وكان الذين تولوا منه ذلك من أهل طليطلة بنو عبيد الله وغيرهم. اختصرته من كلام ابن مطاهر.
قال ابن حيان في تاريخه صلب ابن وسيم في رجب سنة إحدى وأربع مائة.
أحمد بن خلف بن أحمد الأغلبي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر، ويعرف: بالعطار.
روى عن القاضي أبي بكر بن زرب، وتوفي بقرطبة سنة إحدى وأربع مائة، وصلى عليه ابن وافدٍ القاضي: ذكره ابن مرير.
أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر. وهو والد أبي محمد بن حزم.
1 / 30