117

Diiwaannada Mustansiriyya

السجلات المستنصرية

Noocyada

============================================================

لاقتحام البلد وهو يمنعهم صيانة للحريم ، وصبابة إلى الظفر الكريم ، ورأى فتكين المخذول عاقبة كفره ، وذاق وبال أمره ، وعلم انه فى شرك الحمام واقع د ب ومن النجاة بعيد شاسع ، فتلدد حائرا ، وجبر للخروج مبادرا ، بحيث لم يتعلق بعقد ولاعصمة ، ولاحصل على إل ولاذمة ، ووقف بين يدي مولاه وقد اشتمل اطمار(1) المهين ، وسلب الحطام الفانى وقد باع فيه الدين ، حو- خسر الدنيا والأخرة د ذلك هو الخسران المبين ، فما أعاره الطرف احتقارا لأمره ، ولا عاجله العقاب جزام (172) على غدره وكفره ، بل أقصاه وأطرحه ، وتوفرعلى مالم شعث الثغر وأصلحه ، و شمل الخلق كلهم جندا ورعية بالعفو والغفران ، ومد على ذلك الجانب ما كان قلص عنه من ظل العدل والاحسان ، واحتاط على تزار الذى ضيع نفسه وظلمها

باتباع خطوات الشيطان ، ووردت البشرى على مولانا أمير المؤمنين وعلينا فأنجز الله ه بها للدين وعده ، وأطلع للملك سعده ، واغتدت الدنيا بآثار ولينا المخلص لنا الكافل لدولتنا تضىء آفاقها وتهل (ب) ، وتزهر رياضها وتخضل ، ونفذ إليه من الحضرة المقدسة من الكرامات العالية والملابس الطاهرة ، والعقودالفاخرة ، والمراكب والخيول الخاصة المتخيرة ، ما ظهر فيه لأهل ذلك الثغر ، وتجلى فى آنواره الزاهرة تجلى البدر ، وعزم مولانا أميرالمؤمنين عليه في الانكفاء إلىحضرته إستيحاشا لبهائه ، وارتياحا إلى لقائه ، فانثنى -راشدا - إلى محل مجده إنثناء الليث الباسل ، ل والغيث الهاطل ، وعاد ظافرا إلى مقر عزه عود الحلى إلى العاطل ، وشرسفه (173) أمير المؤمنين بالخروح إلى منازل العز مستقبلا ، وبلغ به من الإكرام مالم يبلغه أحد

قبله ، وانتهى فى ذلك إلى أن البسه ماكان على جسده الطاهر ، وعصب بمفرقه تاجه الكريم المرصع بأشف الحواهر إثرة ميزه بها على جميع الأنام ، ومفخرة بقى له

جلالها وشرفها ما بقيت الليالى والأيام ، وعاد أمير المؤمنين إلى قصوره الزاهرة وهو أمامه أزهرالوجه والأفعال ، كريم الفاتحة والمآل ، عظيم السؤدد والجلال ، يثنيعليه

(1) في الأصل . اظهار .

(ب) في الأصل . ومهلل.

116

Bogga 116