تقض لَهُ حَتَّى يَأْتِيك خَصمه فَلَعَلَّهُ قد فقئت عَيناهُ جَمِيعًا هَذَا مثل أوردهُ الْمُنْذِرِيّ وَقَالَ هَذَا من أمثالهم الْمَعْرُوفَة قلت هَذَا يشبه مَا يحْكى أَن كسْرَى وقف لَهُ رجل قصير واستغاث بِهِ متظلما عَن غَرِيم ظلمه فَأَعْرض عَنهُ وَلم يسمع كَلَامه ففهم الرجل وَقَالَ إِن غريمي أقصر مني فَأقبل عَلَيْهِ وأشكاه
وَيَقُولُونَ بدل أَعور قيل إِن يزِيد بن الْمُهلب لما صرف عَن خُرَاسَان بقتيبة بن مُسلم الْبَاهِلِيّ وَكَانَ شَيخا أَعور قَالَ النَّاس هَذَا بدل أَعور فَصَارَ هَذَا مثلا لكل من لَا يرتضى بَدَلا من الذَّاهِب
وَقَالَ فِيهِ بعض الشُّعَرَاء
(كَانَت خُرَاسَان أَرضًا إِذْ يزِيد بهَا ... وكل بَاب من الْخيرَات مَفْتُوح)
(حَتَّى أَتَانَا أَبُو حَفْص بأسرته ... كَأَنَّمَا وَجهه بالخل منضوح)
وَيَقُولُونَ أبْصر من غراب زعم ابْن الْأَعرَابِي أَن الْعَرَب تسمي الْغُرَاب أَعور لِأَنَّهُ مغمض أبدا إِحْدَى عَيْنَيْهِ مقتصر على إِحْدَاهمَا من قُوَّة بَصَره وَقَالَ غَيره إِنَّمَا سمي أَعور لحدة بَصَره على طَرِيق التفاؤل لَهُ وَقَالَ بشار بن برد
1 / 100