الشيخ الإمام الحافظ، شيخ السنّة أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن موسى البيهقي الحافظ ﵀.
قال:
الحمد لله الواحد، القديم، الماجد، العظيم، الواسع، العليم، الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم، وعلّمه أفضل تعليم، وكرّمه على كثير ممّن خلق أبين تكريم.
أحمده، وأستعينه، وأعوذ به من الزّلل، وأستهديه لصالح القول والعمل، وأسأله أن يصلي على النبي المصطفى، الرسول الكريم المجتبى، محمد خاتم النبيين وسيد المرسلين، وعلى آله الطّيّبين الطّاهرين، وسلم كثيرا.
أما بعد! فإن الله-جلّ ثناؤه وتقدّست أسماؤه-بفضله ولطفه وفّقني لتصنيف كتب مشتملة على أخبار مستعملة في أصول الدين وفروعه، (والحمد لله على ذلك كثيرا. ثم إني أحببت تصنيف كتاب جامع لأصل الإيمان وفروعه) وما جاء من الأخبار في بيانه وحسن القيام به لما في ذلك من الترغيب والترهيب، فوجدت الحاكم أبا عبد الله الحسين بن الحسن الحليمي- رحمنا الله وإياه-أورد في «كتاب المنهاج المصنف في بيان شعب لإيمان» المشار إليها في حديث رسول الله ﷺ من حقيقة كل واحدة من شعبه، وبيان ما يحتاج إليه مستعمله من فروضه وسننه وأدبه وما جاء في معناه من الأخبار والآثار-ما فيه كفاية، فاقتديت به في تقسيم الأحاديث على الأبواب، وحكيت من كلامه عليها ما يتبيّن به المقصود من كل باب؛ إلاّ أنه-رضي الله عنا وعنه-اقتصر في ذلك على ذكر المتون، وحذف الأسانيد تحرّيا للاختصار؛ وأنا-على رسم أهل الحديث-أحب إيراد ما أحتاج إليه من المسانيد والحكايات بأسانيدها، والاقتصار على ما لا يغلب على القلب كونه كذبا. ففي الحديث الثابت عن سيدنا المصطفى ﷺ أنه قال:
«من حدّث بحديث وهو يرى أنّه كذب فهو أحد الكاذبين».
وحكينا عن الإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعيّ-رحمه الله تعالى-روايته عن سفيان بن عيينة أنه قال:
1 / 28