وسادسها: السجود، وهما فرضان معلومان من الدين ضرورة، ويدل عليه قول الله تعالى:{اركعوا واسجدوا} ولا خلاف أنهما لا يجبان في غير الصلاة فثبت وجوبهما فيها.
(خبر) وروي عن أبي حميد الساعدي في وصفه صلاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: فركع واعتدل ولم يصوب رأسه أي لم يخفضه، وفي الحديث كان إذا ركع لم يشخص رأسه ولم يصوبه وكان لا يقنعه، قوله يصوبه -بالصاد غير معجمة- وقوله: لا يقنعه أي لا يرفع رأسه حتى يكون أعلى من جسده، قال تعالى:{مقنعي رءوسهم}[إبراهيم:43] يريد رافعين لرؤوسهم في ذل، يقال: أقنع رأسه أي رفعه وأشخص بصره، قال الشاعر:
أنغص نحوي رأسه وأقنع
وقيل: إقناع الرأس نكسه، وعلى الوجهين جميعا فسر قوله تعالى:{مقنعي رءوسهم}[إبراهيم:43].
(خبر) وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لمن علمه الصلاة: ((ثم اركع حتى تطمئن راكعا)) دل على وجوب الطمأنينة في الركوع؛ لأنه أمر بذلك، والأمر يقتضي الوجوب.
(خبر) وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((إذا قام أحدكم إلى الصلاة فليتوضأ كما أمره الله عز وجل إلى أن قال: ثم ليركع حتى يطمئن راكعا، ثم ليقم حتى يطمئن قائما، ثم ليسجد حتى يطمئن ساجدا)) دل ذلك على وجوب الطمأنينة في هذه الأحوال، وهي كونه راكعا وقائما وساجدا، والطمأنينة السكون في الصلاة، قال الله تعالى:{وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب}[الرعد:28]، قال النابغة:
لدى جرعا ليس بها أنيس ... وليس بها الدليل بمطمئن
أي ساكن النفس، وقول إبراهيم عليه السلام: ولكن ليطمئن قلبي، يريد أنس العلم بالمشاهد لكيفية الخلق وسكون النفس لذلك.
Bogga 209