ولقائل أن يقول فلم لا تثبت الصورة واحدة مع انتقال القابل كما تبقى صورة الضوء واحدة مع انتقال القابل، فيكون القابل إذا زال عن المحاذاة بطلت الصورة عنه وحدثت فيما يقوم مقامه، فلم تكن صورتان، فلم تكن رئيتان ولا اتصال خط عن نقطة، ولا رؤيت الأشياء تستدير، فنقول لا يبعد أن يكون من شأن الروح الذى للحس المشترك أن لا يكون إنما يضبط الصورة بالمحاذاة فقط وإن كان لا يضبطها بعد المحاذاة مدة طويلة فيكون ضبطه لا كضبط المستنير بالضوء للضوء الذى يبطل دفعة، ولا كضبط الحجر للنقش الذى يبقى مدة طويلة بل بين بين، ويكون تخليته عن الصورة بسبب يقوى ويعان بعد المحاذاة بزمان ما لأسباب تجدها مذكورة فيما تفتر حركته وفيما يعود إلى طبيعته حيث نتكلم فى مثله، ومن هذا يعلم أن قبول الروح الباطن للخيالات المبصرة ليس كقبول الشبح الساذج الذى يزول مع زوال المحاذاة،
وبالحرى أن تكون الحواس هى هذه المشهورة وأن تكون الطبيعة لا تنتقل من درجة الحيوانية إلى درجة فوقها أو يوفى جميع ما يكون فى تلك الدرجة، فيجب من ذلك أن يكون جميع الحواس محصلة عندنا، ومن رام أن يبين هذا بقياس واجب فقد تكلف شططا، وجميع ما قيل فى هذا فهو غير مبرهن أو لست أفهمه فهم المبرهن عليه ويفهمه غيرى، فليتعرف ذلك من غير كلامنا،
Bogga 159