فالباقى فى هذه الحركة التى هى النمو، هو الصورة النوعية، والزايد هو المقدار فى أول الأمر، ثم الصورة الشكلية والخلقية لأجل المقدار. فإنها تصير أزيد لأن الصورة الواحدة الشكلية بعينها تصير أصغر وأكبر. فإنها تكون فى المقدار الذى هو أنقص أصغر، وفى الأزيد أكبر. والمقدار أيضا كذلك قد لا يكون أولا ناقضا، ثم إذا أضيف إليه الغذاء المنمى صار أعظم؛ لأنه مجموع مقدارين، لا أن المضاف إليه نفسه صار أعظم؛ بل هو كما كان. إنما الأعظم هو االمجموع. وأما الشىء الذى له هذه المادة، حين له هذا الشكل، فهو نوع الشىء، وهو باق واحدا بعينه بلا اختلاف، وهو الذى تصير مادته مادة مضافا إليها زيادة ولا ينمو. فإن النمو والازدياد فى الحجم ليس مما يعرض لمثلها من الصور الطبيعية التى ليست مقدارا ولا عرضا من الأعراض الذاتية للمقدار.
ولا المقدار نفسه ينمو. فإنه كما كان فى نفسه، والزيادة لم تجعله أعظم؛ بل أحدثت مجموعا منه، ومعها عظيما.
وأما الصورة الشكلية فهى التى تنمى، أى أن كل جزء من الصورة يصير أعظم مما كان، ولا كذلك المادة ولا المقدار.
فالمتحرك أولا هو النوع، وحركته هى فى صورة الشكل والخلقة بوساطة المادة ثم المقدار النامى. فالنوع هو النامى، أى هو الزائد فى مقدار خلقته بسبب مادته ومقدارها.
Bogga 144