يجب أن نعلم أن أنواع النبات والحيوان لا يستبدل ألبتة البتة منها جميع المادة، ولا يتحلل عنها جميع المادة؛ بل يتحلل، فى أول الأمر، اللطيف المتحلل منه، ويستمد بدله. وإن تحلل الكثيف منه فإنما يتحلل آخر الأمر. ويتحلل القليل منه، ويبقى فى الجملة على استمرار ما يستحفظ القوى والصور الواجبة. والنفس إن كانت محتاجة فى قوامها إلى المادة، أو كانت محتاجة، فى أفعالها الأول، إلى المادة، فإن انضم إليها شىء استحال إليها، وزاد فيها وفى كمالات القوة المستحفظة بالأولى التى هى قائمة بالمادة. فيكون كأن فى كمالات تلك القوة شيئا قديما وشيئا منضافا إليه، أو تكون الصورة والقوة هى تلك القديمة، وإنما انضاف اليها كمالاتها، وتكون الجملة ليست هى القديمة بل حادثة من القوى، ويكون الأول لم يبطل؛ وإنما انضاف إليه ما صار به أكمل.
ولو كانت المادة تتبدل لكانت الأنداب والشامات قد تبدلت. فالباقى فى الشخص من مادته هو ما تستحفظ به الصورة الأولى الأصلية. ومن الصور القائمة فى المادة التى لا تتبدل بتمامها صورة النوع. وأما القوى التى هى الكمالات الثانية لصورة النوع فقد ينضاف إليها الزيادة والمقادير. فقد تكون الأولى منها المحفوظة بالمادة المحفوظة باقية، وتنضاف إليها زيادة تتميز عن الأول فى القوام والاستحكام لتأخره. فيكون هو أيضا معرضا للتحلل قبل المادة الأولى.
وأما الشكل والخلقة فمن جملة أمور عارضة لازمة للصورة النوعية، أو عارضة غير لازمة.
Bogga 143