سبب نزول قوله: (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى)
الآية الخامسة والعشرون بعد المائة: قال الله ﷿: ﴿وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى﴾ [البقرة:١٢٥].
هذه الآية فيها فضيلة لسيدنا عمر ﵁، روى البخاري وغيره عن عمر قال: (وافقت ربي في ثلاث - أي: في ثلاث خصال - قلت: يا رسول الله! لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى، فنزلت: ﴿وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى﴾ [البقرة:١٢٥].
وقلت: يا رسول الله! إن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر، فلو أمرتهن أن يحتجبن، فنزلت آية الحجاب: ﴿وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ﴾ [الأحزاب:٥٣].
واجتمع على رسول الله ﷺ نساؤه في الغيرة فقلت لهن: عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجًا خيرًا منكن، فنزلت كذلك).
فهذا عمر ﵁ من أدبه يقول: وافقت ربي، ما قال: وافقني ربي، وافقت ربي في ثلاث، قلت: يا رسول الله! لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى، صل عند المقام، فنزلت: ﴿وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى﴾ [البقرة:١٢٥].
قلت: يا رسول الله! إن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر، الناس ليسوا سواء، فلو أمرتهن بالحجاب فنزلت آية الحجاب.
واجتمع نساؤه في الغيرة، حتى أن النبي ﷺ حلف ألا يدخل على نسائه شهرًا لما أكثرن من الطلب والإلحاح، شهر كامل اعتزلهن في علية ﵊، وكان الصحابة يتوقعون بين عشية وضحاها أن يطلق النبي ﷺ نساءه، فـ عمر دخل على نساء النبي ﷺ وفيهن ابنته حفصة وقال لهن: عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجًا خيرًا منكن، فنزلت الآية بنفس الألفاظ التي قالها عمر ﵁.
13 / 5