فشكرتها متجاهلا تطفلها وشققت طريقي متجنبا الحفر حتى وقفت أمام المرأة متسائلا: ست وجدية جلال؟
فرفعت إلي وجها بارز العظام مدبوغا بالتعاسة والكبر محدقة في بعينين كليلتين وهي تهمس: أنا وجدية.
فقلت برقة: مندوب وزارة الأوقاف.
نهضت بنشاط طارئ لا يناسب هزالها، ثم دخلت الحجرة وهي تقول بصوت بالغ المودة: تفضل.
أول ما طالعني وجه شاب مفرط البدانة، واضح العته، يرسل نظرات بلهاء ويبتسم للاشيء. تربع فوق كنبة قديمة لا أثاث في الحجرة سواها باستثناء سحارة سوداء وحصيرة متهرئة. قالت: لا مؤاخذة، لا يوجد كرسي، تفضل بالجلوس على الكنبة.
قال الشاب بعجلة: لا ... ارجع إلى أمك خديجة العرة!
نهرته الست وقالت لي آسفة: أنت سيد من يفهم ويعذر.
فقلت بهدوء: لقد تلقت الوزارة طلبك فأرسلتني للتحري كالمتبع.
فتساءلت بلهفة : متى تقررون لي إعانة؟ - كل شيء بمشيئة الله، أتعيشان وحدكما؟ - معنا الله، وهذا الابن الذي بقي لي كما ترى. - أله عمل؟
قال الشاب: يا مغفل، ألم تعرف أن أولاد الملوك لا يعملون!
Bog aan la aqoon