150

Shaydaanku Wacdigaa

الشيطان يعظ

Noocyada

فصمت وقد بدا عليه إنهاك فقلت: أستأذنك الآن في استعارة البدلة المنقوعة بعض الوقت.

فحدجني بذهول ثم تمالك نفسه فقال منفعلا: خذني إذا شئت داخلها!

5

وبينا كنت أحاور شكوكي في جلال حمزة دهمني خبر من شأنه أنه يقلب الموقف رأسا على عقب. عرفنا أنه اكتشفت وصية للمرحوم، يوصي فيها بثلث ثروته للجرسون بشير. ومن فوري أبلغت رئيسي. ومن عجب أنه لم يسر. قال بفتور: جرسون! أله نشاط سياسي؟!

من تغير نبرات الصوت أدركت أن «شيئا ما» يدبر وراء الكواليس، ولكني قلت: إني ماض للتحقيق.

فقال بامتعاض: أخشى أن نخوض علاقات شخصية وأخلاقية ...

إني لم أفهم لغة رئيسي. لقد أدركت أن ثمة رغبة لاستغلال الجريمة استغلالا سياسيا، لأسباب سياسية لا تخفى. تجاهلت ذلك. وسرعان ما استدعيت بشير واستجوبته بكل دقة. علما بأن تواجده في الكازينو ساعة ارتكاب الجريمة أمر مؤكد. ومنه علمت أن أمه هي التي استشفعت بعصمت البطراوي ليلحقه بعمله في الكازينو، عمل ممتاز ووفير الربح. وزرت الأم في حجرتها الوحيدة بعزبة العجوزة. عجوز جاوزت الستين ولكن وجهها يشي بأصل جميل. ونجحت في استدراجها للاعتراف بحقيقة مذهلة، وهي أن بشير ابن غير شرعي للبطراوي، وأن الفقيد علم بالحقيقة في حينها. ولم نعثر على شبهة أو قرينة تدين الأم أو ابنها. ولما عرضت نتيجة التحقيق على رئيسي تهلل وجهه، وسرعان ما أمرني بالانصراف. تخيلت ما يدور في الحجرة المغلقة من اتصالات تليفونية وتدبيرات جهنمية. وتسلمت الموضوع إدارة أخرى. وإذا ببيان يعلن في الصحف مصورا مقتل البطراوي كجريمة سياسية متهما جماعة متطرفة، وذلك من خلال حملة إعلامية موجهة بضراوة نحو تلك الجماعة، وسبق ذلك حادث غريب وهو القبض على علي فؤاد ضمن عشرات من الأفراد الأبرياء، تابعت ذلك كله بكآبة شديدة وفي تأزم عنيف رغم بعدي عنه كلية، وقلت لرئيسي: ما زال اتهام جلال حمزة هو الراجح عندي.

فصاح بي وبغضب متسائلا: أبينك وبينه ثأر قديم؟

فقلت بوضوح: إنه مجنون أو نصف مجنون، إني أعرف هذا النوع جيدا.

فصاح بي: لم يعد الموضوع من اختصاصك.

Bog aan la aqoon