الكلمة اللطيفة ممن نحب مثل الكورتيزون وأنجع. قلت: أسأل الله أن يكفيكم شر المرض.
وفيق متجهم الوجه ولكنه متمالك لأعصابه. كما ينبغي لرجال الأعمال. والولد سر أبيه. قال: ستنهض معافى، إنها محنة صبر وتصبر.
فابتسمت له فقال مستطردا: لك أن تطمئن تماما إلى سير العمل في المكتب. - طمأنينتي من هذه الناحية كاملة. - وسوف أرجع إليك عند كل خطوة. - لا يهمني من ذلك إلا أن أراك كثيرا.
فقالت أفكار: أقترح أن نتناول طعامنا هنا معا.
فقلت: الإفطار فحسب أما الطبيخ فله رائحة يعافها الإنسان إذا شبع!
وضحكت بلا سبب لأقنعهم باستعلائي على المفاصل ثم قلت: لا يمكن أن تبقوا حولي إلى الأبد، إني أكره أن أكون عبئا عليكم، فلتسر الحياة سيرتها المألوفة.
إني أستبق المتوقع والمألوف والطبيعي كما يجدر برجل مجرب في الخمسين من عمره. لن أطالب الدنيا بما ليس في دستورها. ثم إنني أحبهم.
2
هرع الزوار إلى قصري من كل ناحية. اكتظت مواقف السيارات بشارع المعتصم بجاردن سيتي. المقاولون وتجار الجملة والموزعون وأصحاب مكاتب الاستيراد والتصدير وبعض المسئولين. كنت محورا دائرا لكون هائل، فأمسيت مركزه الجامد ولو إلى حين. يقبلون الجبين ويجودون بنظرات المودة والرثاء . ثم تتضارب الأقوال: - لم يعد شيء على الطب بمستعص ... - أقرب مثل ابن أختي، اعتقدنا أن حال مفاصله مزمنة، وهو يمشي اليوم مثل جواد السباق! - كيف تكون لنا ليال قمرية والقمر غائب! - اعتبرها هدنة سترجع بعدها فارس النضال المرموق. - ولكن لا تنس أنك أهملت نصح طبيبك باستهتار غير محمود.
تمتمت: العمل والحياة ... - والصحة؟ أليس لها حق أيضا؟
Bog aan la aqoon