والأخذ بالتجويد حتم لازم ... من لم يصحح القرآن آثم
أي القراءة والإقراء بالتجويد: وهو انتهاء الغاية في التصحيح وبلوغ النهاية في التحسين، من جود فلان كذا: أي فعله جيدا، وهو ضد قوله: رديئا، فلذلك كان عندهم عبارة عن الإتيان بالقراءة مجودة اللفظ بريئة من الرداءة في النطق وذلك واجب على من يقدر؛ لأن الله تعالى أنزل به كتابه المجيد ووصل من نبيه عليه الصلاة والسلام متواترا بالتجويد قوله: (من لم يصحح القرآن) أي من لم يصحح القرآن مع قدرته على ذلك فهو آثم عاص بالتقصير غاش لكتاب الله تعالى على هذا التقدير. وقال صلى الله عليه وسلم «الدين النصيحة لله ولكتابه ولرسوله» (1) الحديث وقال عليه الصلاة والسلام «إن الله يحب أن يقرأ القرآن كما أنزل». (2)
لأنه به الإله أنزلا ... وهكذا منه إلينا وصلا
أي لأن الله تعالى به: أي بالتصحيح أنزله، والضمير ضمير الشأن، ويجوز أن يعود على القرآن، وهذا بيان لما قدمه واستدلال على ما ذكره من أنه من لم يصحح القرآن؛ أي ألفاظه مع القدرة فهو آثم، وذلك أن الله تعالى أنزل العظيم بهذا التصحيح من التجويد الذي تواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما تلقاه من الملك الكريم أمين الله على وحيه المجيد، وكلامه القديم عن رب العالمين، على هذا الوجه أجمع أئمة القراءة من أهل الأداء وتلقته الأمة المعصومة من الخطأ عنهم كذلك.
وهو إعطاء الحروف حقها ... من صفة لها ومستحقها
مكملا من غير ما تكلف ... باللطف في النطق بلا تعسف
فرققن مستفلا من أحرف ... وحاذرن تفخيم لفظ الألف
ثم شرع في النص على أمور مهمة تتعلق بتصحيح التلاوة وتجويد القراءة لا بد للقارئ من الوقوف عليها: منها أن الحروف المستفلة وهي ما عدا المستعيلة تكون أبدا مرققة إلا ما وردت الرواية بتفخيمه كاللام والراء في بعض الأحوال كما
Bogga 35