Sarh Tawhid al-Saduq
شرح توحيد الصدوق
Noocyada
قيل: هذه «الآية» [1] ، هي أحدية كل موجود سواء كان واحدا أو كثيرا، فان للكثير أحدية الكثرة التي بها يتميز عن غيره سواء كان ثمة ما به اشتراك أو لا.
وهذه الأحدية، عبارة عن نسبة كون الشيء متعينا في علم الحق أزلا. فلما كشف للعبد بنور الإيمان أحدية كل موجود علم قطعا بأن الله تعالى له أحدية محضة لا كأحدية غيره، بل أحدية غير عددية، كما ستقف إن شاء الله. وإذا كان ضمير «منها» يرجع إلى «العقول» فالمعنى: ان من العقول السليمة استخرج الدليل على الله وصفاته الحسنى واسمائه العليا. وبالجملة، فكما أن بالعقول يثبت غيره أي الأشياء، كذلك من العقول يستخرج الدليل على أن لا إله غيره ولا موجود في الحقيقة سواه.
وبها عرفه الإقرار
وفي أكثر النسخ «عرفها» وكأنه من النساخ أي وبالأشياء عرف الله سبحانه عباده معرفة إقرار. أسند المعرفة إلى الإقرار والمراد به العباد، تنبيها على ان معرفتهم إقرارية [2] ليس الا، فكأنه يعرفه الإقرار. والإقرار هو أن يقر ان للعالم مبدئا، وللطبيعة الممكنة التي هي بالقوة المحضة مخرجا إلى الفعل ولا يشبه شيئا ولا يشبهه شيء.
قال بعض أهل المعرفة [3]
:
وأما إثبات وجوده فمدرك بضرورة العقل لوجود ترجيح الممكن بأحد الوجهين [4] . وأما أحدية [5] الذات فلا يعرف لها ماهية حتى يحكم
Bogga 177