161

سلطانه فكل ما يدركه الوهم من الأشياء فانما يوصلها إلى العقل والعقل عاجز عن إدراكه سبحانه فكيف حال الوهم؟!.

وفيها اثبت غيره

أي في الأشياء يدعى إثبات غير الله، حيث يزعمون أنها على شيء وليسوا يدرون أنها لا شيء محض وأعدام صرفة، وإنما هي مظاهر أنوار ألوهيته ومجالى أحكام ربوبيته و لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا [1] .

فإثبات الغير هو استناد أمر من الأمور إلى شيء غير الله وغير حوله وقوته ولا حول ولا قوة الا بالله.

ويمكن أن يكون المراد، أن في النظر إلى الأشياء وتنقلات أحوالها وتطورات أوضاعها أثبت انها غير الله؛ إذ خالقها منزه عن أوصافها ولا يكون مثلها. وهذه العبارة كنظائرها، يحتمل أن يكون ضمير «فيها» يرجع إلى «العقول» فالمعنى: ان في العقول أثبت غير الله وذلك يحتمل وجهين:

أحدهما، ان كل ما يحصل في العقل ويتوهم انه هو الله فهو غير الله كما في الخبر: «كل ما ميزتموه بأوهامكم في أدق معانيه فهو مخلوق مثلكم»

والثاني، ان في العقول يثبت أن هاهنا أشياء غير الله ومخلوقاته.

ومنها أنيط الدليل

في القاموس:

«كل ما اظهر بعد خفاء فقد أنبط واستنبط مجهولين»- انتهى.

أي ومن الأشياء استخرج الدليل على وجوده سبحانه ووحدته وسائر صفاته الحسنى وتقدسه عما لا يليق بجناب الكبرياء.

ففي كل شيء له آية [2]

تدل على أنه واحد [3]

Bogga 176