38

Sharh Muqaddimat al-Tashil li-Ulum al-Tanzil li-Ibn Juzayy

شرح مقدمة التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي

Daabacaha

دار ابن الجوزي

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣١ هـ

Noocyada

أولًا: أن سبب سؤال ابن عباس ﵁ هو ترك سطر البسملة بين السورتين.
ثانيًا: أن ابن عباس ﵁ ينسب هذا العمل إلى عثمان ﵁ بقوله: «لم عمدتم»، ويحتمل أن يريد به عثمان ﵁ واللجنة التي كلفها أيضًا.
ثالثًا: أن قصارى الأمر أن الذي لم يبلغهم ترتيبه هو سورة الأنفال وبراءة، فاجتهد عثمان ﵁ في وضعهما في السبع الطوال، وحذف سطر البسملة لاحتمال كونهما سورة واحدة.
ويحسن هنا أن نستحضر تفسير بعض السلف لقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ﴾ [الحجر: ٨٧] أنها السبع الطوال، وهذا يعني أن من مصطلحاتهم في أسماء السبع الطوال أنها السبع المثاني؛ لأنها تثنَّى فيها المواعظ والعبر والقصص، قال الطبري: «وقائلو هذه المقالة مختلفون في المثاني، فكان بعضهم يقول: المثاني هذه السبع، وإنما سُمِّين بذلك لأنهنَّ ثُنِّي فيهنّ الأمثالُ والخبرُ والعِبَر.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن يمان، عن سفيان، عن يونس، عن ابن سيرين، عن ابن مسعود في قوله: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي﴾ قال: السبع الطُّوَل.
حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن يمان، عن سفيان، عن سعيد الجريريّ، عن رجل، عن ابن عمر قال: السبع الطُّوَل.
حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن يَمان، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد، عن ابن عباس، في قوله: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي﴾ قال: السبع الطُّوَل» (١).
وها أنت ترى ثلاثة من الصحابة قد أطلقوا على «السبع الطوال»

(١) تفسير الطبري (تحقيق التركي) ١٤/ ١٠٧، ١٠٨.

1 / 40