فإن هذه الجملة هي ثمرة ما قدمنا ذكره من حصر جملة الأسماء الظاهرة المعربة العشرة، لتستعمل الإعراب في كل واحد منها بحسب ما يقتضيه العامل. وتعطي الإعراب ما يستحقه على قضية ما فسرت به كل واحد منها.
فإذا استعملت المسائل من القسم الأول استوعبت الإعراب كله بمثل هذه المسألة، أعني «ما أحسن زيد». لأن هذه اللفظة تصلح لثلاثة معانٍ، نفي الإحسان والتعجب من الحسن، والاستفهام عن الحسن. فإذا نفيت قلت: ما أحسن زيد فـ «ما» ها هنا حرف وليس باسم. وهو حرف نفي، بمعنى أنه لم يحسن في فعله، فهذا ذم. و«ما» فيه حرف، و«أحسن» فعل ماض متصرف، تقول: أحسن يحسن، و«زيد» فاعل.
فإذا تعجبت قلت: ما أحسن زيدًا! . فـ «ما» ها هنا اسم مبتدأ وليس بحرف، وهو اسم مقدر بـ «شيء». وموضوعه رفع بالابتداء، وخير الابتداء «أحسن زيدًا». أخبرت بجملة من فعل وفاعل ومفعول. و«أحسن» فعل ماض غير متصرف ها هنا، وفي جميع التعجب. وفاعل «أحسن» ضمير مستتر يرجع إلى «ما»، لا يظهر قط لا في تثنية ولا جمع ولا تأنيث. و«زيدًا» مفعول منصوب بأحسن انتصاب المفعول به، لا يجوز أن يتقدم على «أحسن»،
1 / 138