قال ارسطاطاليس فاما مسئلة السائل هل كرة ما غير هذه او بيت ما غير اللبن اذ لو كان ذلك كذلك لم يكن تكون ابدا فانه لو كان بهذا النوع هذا الشىء لم يكن تكوين بل يدل على شىء مثل هذا وليس هذا الشىء المحدود بل يصنع ويكون من هذا مثل هذا واذا كون هذا يكون مثل هذا وكلية هذا هو سقراطس وقليس مثل الكرة النحاسية والانسان والحيوان كالكرة النحاسية بنوع كلى فبين انه قد اعتاد بعض الناس ان يقولوا ان الصور علل الصور فان كانت هذه غير الجزئيات فليس ينتفع بها البتة فى التكوينات والجواهر ايضا ولا تكون جواهر بذاتها بحال هذه فانه فى بعض الاشياء بين انه وان كان الوالد مثل المولود لكنه ليس هو هو ولا هو واحد بالعدد بل هو واحد بالصورة مثل ما هو في الاشياء الطبيعية فان الانسن يلد انسانا ان لم يكن شىء على غير الطبيعة مثل الرمكة تلد بغلا وهذه شبيهة ايضا فانه سمى بالذى هو مشترك للفرس والحمار لما تقارب بالجنس فخليق ان يكون كلاهما بالسوية مثل البغل فبين انه لا ينبغى ان تكون صورة ما كالمثال والا فقد كان يطلب اكثر ذلك فى هذه الاشياء لان هذه جواهر اكثر ذلك بل ان يكون الوالد قويا على الفعل وان يكون علة الصورة فى العنصر اى ان يكون الصورة التى مثل هذه فى هذه اللحوم وهذه العظام وان يكون سقراط وقليس وان يكون شىء اخر لمكان العنصر فانه اخر وان يكون هو هو بالصورة لان الصورة لا تنفصل التفسير قوله فاما مسئلة السائل هل كرة ما غير هذه او بيت ما غير اللبن˹ فانه يريد فاما مسئلة السائل هل هنا كرة مفارقة للعنصر موجودة خارج النفس غير الكرة الجزئية العنصرية او بيت مفارق من غير لبن وبالجملة صورة مفارقة للمادة غير صور الاشياء الجزئية هى صورة للكرة المركبة والبيت المكون فان ذلك سؤال مستحيل ثم اتى بالسبب فى ذلك فقال اذ لو كان ذلك كذلك لم يكن تكون ابدا يريد لانه لو كانت صور الاشياء المتكونة هى صورة واحدة بالعدد اعنى صورة المكون والمتكون لم يكن هاهنا شىء يحدث اصلا لان المكون والمتكون هما اثنان بالعدد واحد بالمعنى الكلى وقوله بل يدل على شىء مثل هذا وليس هذا الشىء المحدود بل يصنع ويكون من هذا مثل هذا واذا كون هذا يكون مثل هذا يريد بل المتكون يدل على شىء هو مثل المكون وليس هو والمكون شيئا واحدا بالعدد ولا المتكون هو المعنى المحدود يريد بل المعنى المحدود هو الذى يعم المكون والمتكون وقوله وكلية هذا هو سقراط او قليش مثل الكرة النحاسية يريد والمعنى الكلى انما هو كلى للاشخاص مثل الانسان فانه كلى لاشخاص الناس مثل سقراط وقليش والكرة النحاسية الكلية هى ايضا لهذه الكرة النحاسية ولهذه الكرة النحاسية اى للجزئيات وقوله والانسن والحيوان كالكرة النحاسية بنوع كلى يريد والانسن والحيوان اى الكلى هو مثل الكرة الكلية لا يتكون ولا يكون ولما تقرر له ان الصورة المفردة من المادة ليست تكون ولا تتكون قال فبين انه قد اعتاد بعض الناس ان يقولوا ان الصور علل الصور فان كانت هذه غير الجزئيات فليس ينتفع بها البتة فى التكوينات والجواهر ايضا يريد واذا تقرر هذا فبين ان ما اعتاد بعض الناس من ان يقولوا ان الصور علل الصور فانهم ان كانوا ارادوا بها انها غير الجزئيات فليس ينتفع بها فى الكون لا فى كون الجواهر ولا فى كون الاعراض اى ان كانوا ارادوا ان الصور الكلية علل فاعلة للصور الجزئية او مثل لها فليس ينتفع بذلك فى الكونين اعنى فى كون الجواهر والاعراض اذ كان كل كون بين انه انما يكون بتغير العنصر والمغير هو الشخص المكون وانما قال ذلك لانه ليس يمكن فى الصور المفارقة ان تغير العنصر وانما يغير العنصر ما كان فى عنصر ولذلك ما يلزم من قال ان العالم مكون ان يكون المغير له شخصا من الاشخاص اعنى جسما جزئيا وقوله ولا تكون جواهر بذاتها بحال هذه يريد ولا يمكن ان تكون جواهر مفارقة قائمة بذاتها لمكان تكوين الجواهر الجزئية ثم قال فانه فى بعض الاشياء بين انه وان كان الوالد مثل المولود لكنه ليس هو هو ولا هو واحد بالعدد بل واحد بالصورة يريد فانه بين فى اكثر الاشياء المتناسلة ان الوالد مثل المولود بالصورة لكن وان كان الوالد مثل المولود فليس هو هو اى ليس يصدق ان الوالد هو المولود كما يصدق الكلى على الجزئى مثل قولنا فى زيد انه انسان ولا الوالد والمولود ايضا واحد بالعدد بل واحد بالصورة وقوله مثل ما هو فى الاشياء الطبيعية يريد مثل ما يوجد عليه الامر فى الانواع المتناسلة التى يجرى تناسلها على المجرى الطبيعى مثل الانسان الذى يتولد عن انسان والفرس عن فرس ثم قال فان الانسن يلد انسانا ان لم يكن شىء على غير الطبيعة يريد فان كل نوع يلد نوعا مثله مثل الانسن يلد انسانا ان لم يكن الايلاد بطريق عرضى وعلى غير الطبيعة مثل البغل الذى يتولد عن الفرس والحمار وهو الذى اراد بقوله مثل الرمكة تلد بغلا˹ وانما اتى بهذا ليصحح المقدمة الكلية القائلة ان الشىء يتولد عن مثله بالصورة وذلك انه قد يشك على هذه المقدمة بالحيوانات المتقاربة الانواع التى يتولد عن جماعها حيوان اخر بالنوع مثل الفرس والحمار الذى يتولد عنهما البغل والشرط الذى يصحح هذه المقدمة ان يقال ان كل متولد يولد تولدا طبيعيا اى توليدا غير منقطع فانه انما يتولد عن مثله وقد يجاب عن هذا بما اردف به هذا القول وهو قوله وهذه شبيهة ايضا فانه سمى بالذى هو مشترك للفرس والحمار لما تقارب بالجنس يريد وليس هذا مما يدفع كلية المقدمة القائلة ان الشىء انما يتولد عن مثله بالصورة فان البغل انما تولد عن طبيعة شبيهة به وهى الطبيعة المشتركة بين الفرس والحمار لتقارب نوعيهما ثم استشهد على ذلك بشهادة مشهورة وهو ان اسم البغل عندهم كان يدل على الطبيعة المشتركة وقوله فخليق ان يكون كلاهما بالسوية يريد فخليق ان يتولد من بزريهما طبيعة مستوية اى معتدلة وواحدة وانما اشار بذلك الى ما تبين فى كتاب الحيوان من ان منى الحمار بارد ومنى الفرس حار فهما يعتدلان عند الامتزاج وتحدث هنالك طبيعة متوسطة بين الحمار والفرس ثم قال فبين انه لا ينبغى ان تكون صورة كالمثال يريد للاشياء التى تتولد بين نوعين اثنين والاشياء التى تتولد عن العفونة ثم اتى بالدليل على ذلك فقال والا فقد كان يطلب اكثر ذلك فى هذه الاشياء لان هذه جواهر اكثر ذلك يريد ولو احتاجت الطبيعة فى كون الاشياء التى لا تتولد دائما الى مثل تعمل عليها لكانت حاجة المتناسلة اليها اكثر لانها احق بمعنى الجوهر وأشبه ثم قال بل ان يكون الوالد قويا على الفعل وان يكون علة الصورة فى العنصر اى يكون الصورة التى مثل هذه فى هذه اللحوم وهذه العظام يريد بل يكفى فى الكون ان يكون المولد فيه قوة على تكوين مثل صورته فى العنصر الذى هو بالقوة صورته اى ليس يكون فعله شيئا اكثر من اخراج ما بالقوة فى العنصر من صورته الى الفعل ويكون العلة فى تعدد المتكونات عن المكون الواحد تعدد العناصر التى يفعل فيها وبالجملة كونه فاعلا فى الغير وان يكون المكون والمتكون مع هذا واحدا بالصورة وهذا هو الذى اراد بقوله وان يكون سقراط وقليس وان يكون شىء اخر لمكان العنصر فانه اخر وان يكون هو هو بالصورة˹ وانما يريد انه لو كان التكون عن صور مفارقة لما امكن ان تكون هذه الصور عللا لما يظهر من ان المكون هو والمتكون اثنان بالعدد واحد بالصورة وهذا لازم فى كل مكون فافهم ذلك
Bogga 870