قال ارسطاطاليس فقد تبين اذا ان الصورة ولا ادرى اى شىء ينبغى ان يسمى المثال الذى فى المحسوس لا يكون ايضا ولا له كون ولا ما هو بالانية لان هذا هو ما يكون فى اخر اما بمهنة واما بطبيعة واما بقوة وهو يصنع كرة النحاس فانه يصنع من النحاس كرة وهو يصنع هذه الصورة فى هذا الشىء وهذا هو كرة النحاس واما ان كان كون لانية الكرة بنوع كلى فانه سيكون شىء من لا شىء وينبغى اذا ان يكون منقسما ويكون بعضه كذا وبعضه كذا اقول ان يكون بعضه صورة وبعضه عنصرا والصورة التى هى الكرة ان كان فالشكل الذى من الوسط الذى فيه بعض هذا وهو الذى يصنع من ذلك وبعضه فى ذلك وبعضه كل المكون مثل كرة النحاس فبين مما قيل ان الجوهر الذى يقال كالصورة لا يكون واما الاجتماع الذى يقال به يكون وان فى كل مكون عنصرا هو فيه ومنه ما هو هذا التفسير قوله فقد تبين اذا ان الصورة ولا ادرى اى شىء ينبغى ان يسمى المثال الذى فى المحسوس لا يكون ايضا ولا له كون ولا ما هو بالانية يريد فقد تبين ايضا من هذا القول ان الصور والمثل ان كانت الصور ينبغى ان تسمى مثالا لانه لا يظهر لاى شىء فى المحسوس هى مثال ليست تتكون ولا لها بالجملة ماهية ثم قال لان هذا هو الذى يكون فى اخر اما بمهنة واما بطبيعة واما بقوة يريد لان المصنوع والمكون انما يقوم من فعل الفاعل شيئا ما وهو المسمى صورة فى شىء وهو المسمى عنصرا فلو كانت الصورة مصنوعة لكانت تلتئم من فعل الفاعل شيئا ما فى شىء فيكون للصورة صورة ويمر الامر الى غير نهاية وكذلك الماهية انما هى لشىء ما فلو كان للصورة ماهية لكانت متقومة من شىء فى شىء ثم قال وهو يصنع كرة النحاس فانه يصنع من النحاس كرة وهو يصنع هذه الصورة فى هذا الشىء وهذا هو كرة النحاس يريد واذا قيل فى الصانع انه صنع كرة النحاس فانما يقال ذلك فيه بانه صنع من هذا النحاس المشار اليه كرة وذلك بان صنع هذه الصورة المشار اليها ايضا من هذا النحاس المشار اليه ثم قال واما ان كان كون لانية الكرة بنوع كلى فانه سيكون شىء من لا شىء يريد انه لو كان الفاعل يكون الكرة الكلية لكان الكون من لا شىء اى من لا صورة ثم قال وينبغى اذا ان يكون منقسما ويكون بعضه كذا وبعضه كذا اقول ان يكون بعضه صورة وبعضه عنصرا يريد واذا تبين انه ليس للصورة المطلقة تكون ولا للمادة كون فيجب ان يكون كل متكون منقسما الى جزءين بالقول لا بالفعل احدهما الذى يسمى مادة والاخر صورة وقوله والصورة التى هى الكرة ان كان فالشكل الذى من الوسط الذى فيه بعض هذا وهو الذى يصنع من ذلك وبعضه فى ذلك وبعضه كل المكون مثل كرة النحاس يريد والصورة التى هى الكرة مثلا ان تكونت فانما تكون متكونة من قبل الشىء الذى فى شكل المتوسط اى المجموع من مادة وصورة وهو الذى اراد بقوله فالشكل الذى من الوسط˹ وهو الحادث من اجتماع المادة والصورة وهذه الطبيعة فيها ثلثة معان صورة ومادة وشىء كالمتوسط بين المادة والصورة اى كالممتزج وهو المتوسط اى يشبه المتوسط ولذلك قال فالشكل الذى من الوسط˹ وعلى هذه الثلاثة معان دل بقوله الذى فيه بعض هذا وهو الذى يصنع من ذلك وبعضه فى ذلك وبعضه كل المكون˹ فاراد بقوله الذى فيه بعض هذا وهو الذى يصنع من ذلك˹ الموضوع القابل للصورة المتكون لانه الذى يقبل الصورة المشار اليها وهو الذى يصنع من ذلك اى من المادة واراد بقوله وبعضه فى ذلك˹ الصورة التى فى موضوعها اى النفس مثلا واراد بقوله وبعضه كل المكون اى المجتمع من المادة والصورة مثل كرة النحاس المركبة من الكرة والنحاس والانسان المركب من النفس والبدن وانما بين هذا ليظهر ان الطبيعة التى تكون الانواع فى الاشياء المتناسلة هى شىء متوسط اى مركب من مادة وصورة وانها تفعل شيئا مثل هذا وقوله فبين مما قيل ان الجوهر الذى كالصورة لا يكون اى لا يتكون وقوله واما الاجتماع الذى يقال به انه به يكون يريد وتبين ان المجتمع الحادث من الصورة والمادة هو الذى به به يقال فى موجود موجود انه يتكون ثم قال وان فى كل ما يكون عنصر هو فيه ومنه ما هو هذا يريد وبين ان كل متكون فمنه ما هو عنصر ومنه ما هو صورة وهى التى يشار اليها بهذا
[28] Textus/Commentum
Bogga 864