135

Sharaxa Kadib Dabiiciga

شرح ما بعد الطبيعة

Noocyada

Falsafad

قال ارسطو وايضا نقول هذا فى الحواس بعينها انه لا يتشابه فى الحقيقة الحس الخاص لشىء والذى هو لغيره ولا يشبه الحس القريب من الشىء الذى هو له بمنزلة البعيد الذى لغيره فان حس البصر للالوان لا للطعوم وحس الذوق للطعوم لا للالوان وكل واحد منها يحس شيئا واحدا فى زمان واحد ولا يوجب ابدا حس من الحواس ان الشىء على حالة وعلى ضد تلك الحالة معا ولا فى زمان اخر ايضا واما المشاجرة فى الالم كقولى انه يظن ان التغير من الشىء بعينه مثل الشراب فى طعمه ويظن ان التغير من قبل اختلاف مزاج جسد الذائق فيظن فى الشراب انه فى وقت حلو وفى وقت ليس بحلو وليس المشاجرة فى الحلو نفسه اذا كان حلوا ولا متى تغير بل ان كان يصدق القول فيه وكان باضطرار حلوا الذى سيكون على هذه الحال وان كانت هذه الاقاويل كلها تنفى على هذه الحال جميع الاشياء وكذلك تنفى الا يكون جوهر ايضا لشىء من الاشياء والا يكون شىء باضطرار البتة لان ما كان باضطرار لا يمكن ان يكون على نوع اخر فان كان شىء باضطرار فلا يمكن ان يكون على هذه الحال وعلى خلافها وبنوع اخر ان كان المحسوس من المضاف فان المحسوس وحده ليس هو لشىء اذا لم يكن للمتنفسة لانه لا يكون محسوسا وهو حق بنوع ما لا تكون الاشياء المحسوسة ايضا لانها الام الشىء الذى يحسها ولا يمكن الا تكون الموضوعات الفاعلة للحس ان لم تكن الحواس لان الحس بعينه ليس هو قابلا لها بل لشىء اخر غير الحس وهو قبل الحس باضطرار فان المحرك هو قبل المتحرك بالطبيعة وان كانت هذه الاشياء تقال بنوع الاضافة فليس شىء منها موجودا دون شىء التفسير انه يقصد فى هذا القول ان يحل لهم الشبهة التى عرضت لهم من قبل الحواس فقوله وايضا نقول هذا فى الحواس بعينها انه لا يتشابه فى الحقيقة الحس الخاص لشىء والذى لغيره يريد وايضا نقول للذين يشكون فى الحواس ويجعلون كل ما يظهر منها على السواء فى الصدق انه لا يشبه حكم الحس الواحد على المحسوس الخاص الذى له حكمه على المحسوس الذى لغيره وهو المشترك اى صدقه فى المحسوس الخاص به اكثر من صدقه فى المحسوس المشترك له ولغيره ثم قال ولا يشبه الحس القريب من الشىء الذى هو له البعيد الذى لغيره يريد واكثر من ذلك الا يساوى ادراك الحس لمحسوسه الخاص به اذا كان بالقرب ادراكه للمشترك اذا كان عن بعد وانما قال هذا لان الغلط انما يعرض فى المشترك وخاصة اذا كان عن بعد ثم اخذ يذكر المحسوسات الخاصة بحس بحس فقال فان حس البصر للالوان لا للطعوم وحس الذوق للطعوم لا للالوان يريد ومحسوس البصر الخاص به الذى يصدق فيه ابدا هو اللون لا الطعم ومحسوس الذوق الذي يصدق فيه ابدا هو الطعم لا اللون وكذلك الصوت للسمع والمشموم للشم والملموسات للمس ثم قال وكل واحد منها يحس شيئا واحدا فى زمان واحد يريد وكل واحد من الحواس الخمس يختص بمحسوس واحد يدركه فى زمان واحد اى دفعة ثم قال ولا يوجب ابدا حس من الحواس ان الشىء على حالة وعلى ضد تلك الحالة معا ولا فى زمان اخر ايضا يريد ولا نجد فى وقت من الاوقات حسا من الحواس يحكم على محسوسه الخاص به باحوال مختلفة فى وقت واحد ولا فى وقتين مختلفين ولما ان قد يعرض فى هذا القول شك من قبل ما يظهر فى حس الذوق فى وقت المرض ووقت الصحة ذكر هذا فقال واما المشاجرة فى الالم كقولى انه يظن ان التغير من الشىء بعينه مثل الشراب فى طعمه ويظن ان التغير من قبل اختلاف مزاج جسد الذائق يريد واما الشك الذى يعرض فى الالم الذى هو الذوق مثل ان يقول قائل ان الشراب الواحد بعينه قد يجده الانسان الواحد فى وقت ما حلوا وفى وقت اخر مرا فهذا قد يشك فيه فانه يحتمل ان يكون ذلك من قبل تغير المذوق فى نفسه ويحتمل ان يكون من قبل تغير مزاج الذائق فلا سبيل لنا الى القطع على ان هذا الشىء حلو فى طبعه لا فى وقت دون وقت ولا ان هذا مر فى طبعه ولما ذكر هذا الشك اتا بالجواب فيه فقال وليس المشاجرة فى الحلو نفسه اذا كان حلوا ولا متى تغير بل ان كان يصدق القول فيه كان باضطرار حلوا الذى سيكون على هذه الحال يريد وليس هذا الشك مما ينبغى ان يكون للحلو طبعا لانه ان وجد مرا من قبل تغيره فبين ان طبع الحلو قد انتقل وانه له طبع مخصوص ولا يوجد لغيره وانه سيكون حلوا اذا عاد اليه ذلك الطبع واما ان كان من قبل تغير المزاج للذائق فهو ابين اعنى ان للحلاوة طبعا مخصوصا وليست هذه المشاجرة هى المشاجرة التى كنا بسبيلها وانما هذه المشاجرة هل كون الحلو عاد مرا من قبل تغيره فى نفسه او من قبل تغير مزاج الذائق وهو الذى دل عليه بقوله وليست المشاجرة فى الحلو نفسه اذا كان حلوا ولا متى تغير يريد وليست المشاجرة فى الحلو اذا انتقل الى المرارة هل ذلك من قبل تغيره فى نفسه او تغير مزاج الذائق وان كان من قبل تغيره فى نفسه فمتى تغير لانه باضطرار يجب ان يكون حلوا ما كانت طبيعته هذه الطبيعة قبل ان يتغير وهو الذى دل عليه بقوله بل ان كان يصدق القول فيه كان باضطرار حلوا الذى سيكون على هذه الحال يريد بل ان كان يصدق القول فيه انه حلو فى وقت ما كان باضطرار حلوا كل ما كان على هذه الحال او سيكون ثم قال وان كانت هذه الاقاويل كلها تنفى على هذه الحال جميع الاشياء كذلك تنفى الا يكون جوهر ايضا لشىء من الاشياء والا يكون شىء باضطرار البتة يريد وهذه الاقاويل كما انها تنفى جميع الموجودات كذلك تنفى ان يكون لشىء من الاشياء جوهر وتنفى ان يكون هاهنا شىء ضرورى اصلا ثم قال لان ما كان باضطرار لا يمكن ان يكون على نوع اخر يريد لان هذه الاقاويل توجب ان يكون كل شىء بنوع اخر غير النوع الذى هو عليه وباضطرار لا يمكن ان يكون بنوع اخر غير النوع الذى هو عليه ثم قال فان كان شىء باضطرار فلا يمكن ان يكون على هذه الحال وعلى غيرها يريد وذلك انه ان كان هاهنا شىء باضطرار فليس يمكن ان يكون على النوع الذى هو عليه وعلى نوع اخر ثم قال وان كان المحسوس من المضاف فان المحسوس وحده ليس هو لشىء اذا لم يكن للمتنفسة لانه لا يكون محسوسا يريد وذلك لان المحسوس من المضاف اى ليس له طبيعة فى نفسه الا طبيعة الاضافة فانه يلزم ان تكون المحسوسات ليس لها وجود اذا لم تكن الحيوانات الحساسة موجودة لان المحسوس ليس مضافا لشىء اخر غير الحس واذا لم تكن الحواس لم يكن محسوس اصلا وقوله وهو حق بنوع ما لا تكون الاشياء المحسوسة ايضا لانها الام الاشياء التى تحسها ايضا يريد وهذا اللازم حق ايضا بجهة اخرى اعنى اذا فرضنا المحسوسات من المضاف لانه يلزم ان يكون المحسوس هو الحس والحس الم فى الحساس اى عرض فيجب الا يوجد المحسوس ان لم يوجد الحاس اذ لا يمكن وجود العرض دون موضوعه ثم قال ولا يمكن الا تكون الموضوعات الفاعلة للحس ان لم تكن الحواس يريد ويلزم هذا القول الا تكون المحسوسات موجودة ان لم توجد الحواس ثم اتا بعلة ذلك فقال لان الحس بعينه ليس هو قابلا لها بل لشىء اخر غير الحس يريد لان الحس ليس يكون للحواس بل لشىء اخر غير الحواس وقوله وهو قبل الحس باضطرار يريد بل الحس لشىء اخر هو قبل الحس باضطرار اى متقدم عليه بالطبع ثم اتا بعلة ذلك فقال فان المحرك هو قبل المتحرك بالطبيعة يريد والعلة فى ذلك ان المحسوسات هى المحركة للحواس والمحرك متقدم بالطبع على المتحرك ثم قال وان كانت هذه الاشياء تقال بنوع الاضافة فليس شىء منها موجودا دون شىء يريد ولو كانت الحواس والمحسوسات من المضاف لما وجدت المحسوسات دون الحواس كما لا توجد الحواس دون المحسوسات

Bogga 440