قال ارسطو وايضا ينبغى ان يؤاخذ من ظن هذه الظنون بانهم لما رأوا فى الاشياء المحسوسة ان اقلها عددا على هذه الحال قضوا بمثل هذا الحكم على جميع السماء فان المكان المحسوس الذى فيه الكون والفساد هو المحيط بنا فقط وهذا كقول القائل قد امكن الا يكون اذا قيس الى الكل جزءا محسوسا فاذا اجدر ان ينفى عن الكل ما هو فى هذا اليسير من ان يوجب على الكل ما يوجب عليه وبين ايضا ان نقول فى هولاء ما قلنا اولا فى غيرهم ونرى لهم ما يقنعهم ايضا ان طبيعة ما لا تتحرك وان كان يعرض ان يكون اخلق للذين يقولون باثبات الاشياء ونفيها معا ان يقولوا ان كل الاشياء ساكنة من ان يقولوا انها متحركة فانه ليس من شىء فيتغير اليه شىء لان فى كل شىء كل الاشياء التفسير يقول ومن اول ما ينبغى ان نرد به على هولاء القوم انهم لما راوا بعض الموجودات وهى اقل عددا وهى التى فى الكون والفساد بهذه الحال اعنى بحال التغير قضوا على الكثير وهى السماوات بهذا الحكم فان المكان الذى فيه الكون والفساد وهو الذى نحن فيه بالاضافة الى الكل هو جزء غير محسوس وهذا ان سلم لهم ان هذه الاشياء التى فيها الكون والفساد ليس بها علم ثم قال فاذا الاجدر ان ينفى عن الكل ما هو فى هذا اليسير يريد فاذا الاجدر الا يقضى على الكل بما يقضى على الجزء الغير محسوس بالاضافة الى الكل وان ينفى عنه التغير الموجود فى الجزء ثم قال وبين ايضا ان نقول فى هولاء ما قلنا اولا فى غيرهم ونرى لهم ما يقنعهم ايضا ان طبيعة ما لا تتحرك يريد والاحق بهولاء ان نقنعهم بما اقنعنا به غيرهم غير مرة بان نبين لهم ان هاهنا طبيعة لا تتحرك وهذه الطبيعة يحتمل ان يريد بها الانواع والاجناس ويحتمل ان يريد بها الجواهر المفارقة والاول اظهر ثم قال وان كان يعرض ان يكون اخلق للذين يقولون باثبات الاشياء ونفيها معا ان يقولوا ان كل الاشياء ساكنة من ان يقولوا انها متحركة يريد وان كان اخلق لوضع من وضع ان النفى والاثبات يصدقان معا على كل الاشياء ان تكون كل الاشياء عندهم ساكنة من ان تكون متحركة ثم اتا بالسبب فى ذلك فقال فانه ليس من شىء فيتغير اليه شىء لان فى كل شىء كل الاشياء يريد لان هولاء ليس عندهم شىء متميزا عن شىء فيتغير اليه بل كل الاشياء هى عندهم مختلطة وكل شىء فى كل شىء فيجب ان تكون الاشياء كلها على هذا ساكنة
[24] Textus/Commentum
Bogga 430