وقوله: وقيل، أي: قال بعض أهل الاشتقاق، منها، أي: من اللغة اشتق لغي يلغى بكسر الماضي وفتح المستقبل كرضي كما صرح به في الصحاح، وزاد في القاموس أنه يقال لغى بفتحها كسعى، وبفتح الماضي وضم المستقبل كدعا، وقوله: إذا هذى تفسير لغى، يقال: هذى بالذال المعجمة يهذي كرمى، هذيا وهذيانًا: تكلم بغير معقول لمرض أو غيره، والاسم الهذاء كدعاء، ورجل هذاء، وهذأة كهمزةٍ: كثير الهذيان والهذر، وفيه لغة هذا يهذو هذوًا كدعا، ذكرها الجوهري والمجد وغيرهما. وقوله: «قال عن اللغا»، هذا شاهد استدل به على إطلاق اللغا بمعنى الهذاء، وفاعل «قال»: الراجز المفهوم من الكلام، وهو العجاج، واسمه عبد الله بن رؤبة بن لبيد بن صخر التميمي الراجز المشهور، له رواية عن أبي هريرة وغيره، مات في أيام الوليد بن عبد الملك، ترجمته واسعة في شروحنا للشواهد، ومحكي قال هنا هو: عن اللغا، وهو شطر من الرجز، أو بيت مشطور على الخلاف بين العروضيين في أمثاله، وهو من قصيدة طويلة أولها:
يا دار سلمى يا سلمى ثم اسلمي
بسمسمٍ أو عن يمين سمسم
وقبله:
ورب أسرابٍ حجيجٍ كظم
عن اللغا ................ الخ.
والحجيج جمع حاج، والكظم جمع كاظم وهو الساكت، وعن اللغا متعلق به، واللغا بفتح اللام كالفتى: السقط وما لا يعتد به من كلام وغيره،
1 / 67