أنهم قالوا في جمعهما كرين وثبين فألحقوهما بجمع المذكر السالم كسنين، وقد تقرر في العربية أن هذا الحكم لا يبذل إلا للكلمة الثلاثية التي حذفت لامها وعوض عنها هاء التأنيث، ومن ثم منعوا جمع ثبة بمعنى وسط الحوض هذا الجمع، لأن المحذوف منه عينه كما في التصريح وغيره، ولذلك عابوا على المجد ذكره وسط الحوض من معاني الثبة في باب المثناة دون الموحدة كما أشرت إليه في حواشيه، والله أعلم. الثاني أنهم قالوا: كرا بالكرة يكرو: إذا لعب بها، وثبا الناس: أي اجتمعوا جماعات، وقد تقرر أن التصريف يرد الأشياء إلى أصولها، وقد بسطت القول في هذه الألفاظ في حواشي التوضيح وشرح الكافية الكبرى، وأشرت إليه في شرح نظم الفصيح بما لا مزيد عليه من التحقيق، والله أعلم. وقال في الصحاح إن الفراء كان يقول: إنما ضم أول القلة ليدل على الواو، فيجب أن يكون ذلك في نظرائها، من باب «لا فارق»، والله أعلم. وقوله: وقالوا فيها، أي في جمعها: لغات على أنه جمع مؤنث سالم، ولم يردوا اللام المحذوفة لكثرة الاستعمال طلبًا للتخفيف، ولغون إلحاقًا لها بجمع المذكر السالم لأنها من باب سنين لصدق ضابطه المتقدم، إلا أنه يجوز في فائها حالة الجمع الضم على الأصل، والكسر طلبًا للتخفيف، لأن الألفاظ المجموعة هذا الجمع من هذا الباب إذا كانت مفتوحة كسنة وجب كسرها في حالة الجمع، وإن كانت مكسورة كعضة وعزة بقيت على كسرها، وإذا كانت مضمومة كلغة وثبة جاز في الجمع الضم بقاء على الأصل، والكسر طلبًا للتخفيف على ما هو مقرر في دواوين النحو، والله أعلم.
1 / 66