قال: «ومما يدلك» دلالة بينة على أنه ينبغي لك أن تفعل ذلك «الأسنان» أولا يعني الأسنان التي يعرض فيها الوجع فإنه ليس يجهل أحد من أمر الأسنان أن الوجع ربما حدث فيها من قبل ورم وربما حدث من قبل تأكل وربما حدث من قبل برد شديد وربما حدث من فضلة تنصب إليها من الرأس. ومما يدلك على ذلك أيضا «اللحم الرخو» وذلك أن اللحم الرخو الذي في الإبط والجانب قد يرم في الأوقات المختلفة من أسباب مختلفة فربما ورم من فضلة تتجلب إليه وربما ورم بسبب ورم أو قرحة تكون في بعض الأعضاء التي في الجانب الذي هو فيه وربما ورم بسبب آفة تكون في بعض الأحشاء. فكما أن علل «الأسنان» وعلل «اللحم الرخو» تكون من أسباب كثيرة مختلفة كذلك «وجع الأذن ووجع الجنب» والقولنج ووجع الكلى وأوجاع سائر الأعضاء. وأبقراط يأمر أن «تطلب تلك الأسباب» وتبحث عنها وقد بحثنا عن جميعها في الكتب التي تخصها.
[chapter 45]
قال أبقراط: القروح التي تكون فيكون معها بحران الحميات والخراجات إذا كانت فلم يتبعها ذلك دل ذلك على سوء البحران.
قال جالينوس: إن هذا القول هو أحد الأقاويل الجزئية التي تعمها الجملة التي تقدم ذكرها قبل حين قال: «إن إشارات البحران إذا كانت ثم لم يكن معها بحران فربما دلت على الموت وربما دلت على سوء البحران». وإشارات البحران منها ما هي أعلام تدل على البحران كما قلت ومنها أسباب للبحران.
Bogga 216