«والجلد» أيضا قد يتشقق في العلة المعروفة «بالتقشر» ولذلك يتشقق أسفل القدمين فيمن يفرط عليه اليبس في تلك المواضع. وما ذلك بعجب إذ كنا نرى الأرض في البقاع التي ليس يغلب عليها في طبعها الرمل قد يتشقق في الصيف. والحطب أيضا إذا جف جفوفا شديدا دفعة من لهيب نار أو من شمس يتشقق وكل ما سوى ذلك مما تفنى رطوبته فإن تلك حاله.
فإن كان ما قيل من أن الخلط السوداوي أرضي يابس في مزاجه صوابا فواجب أن تكون الأبدان التي مزاجها بالطبع أزيد يبسا تتشقق بسببه. وذلك ينال الشفتين أولا وذلك أن الشفتين تنقبضان ثم تفترقان وتتبسطان إلى مسافة بعيدة في كثير من أفعالها ولذلك وجب أن تتشققا إذا عرض لهما اليبس مثل السيور اليابسة فكما أن السيور تحتاج في ألا تنقصف إذا تمددت إلى رطوبة ما كذلك الشفتان لهذا السبب بعينه إذا جفتا تشققتا لأنهما لا تحتملان عند ذلك ما يحدث فيهما من التمدد بسبب انبساطهما. ومتى أفرط اليبس حدث التشقق في الجلد فضلا عن الشفتين.
Bogga 204