وأما الأشياء التي خصت ذلك الجمر الذي حدث في ذلك الوقت فكانت شدة إفراط الحرارة التي فيما دون الجلد وتولد النفاخات. وإنه ليس يجب ضرورة أن يتقدم حدوث الجمر حدوث النفاخات ولذلك عبر أبقراط عن هذه المعاني بألفاظ مختلفة الأزمان. فوصف الأعراض التي تعم الجمر بحدوثها دائما بألفاظ تدل على الوقت الحاضر منها قوله «ويصير تحت الجلد صديد» وقوله «فإذا احتقن سخن وولد حكة». فأما الأعراض التي خصت ذلك الجمر الذي كان في ذلك الوقت فلم يعبر عنها بمثل هذه الألفاظ لكنه عبر عنها بألفاظ تدل أنها إنما عرضت مع ذلك الجمر فقط من ذلك أنه قال في النفاخات: «كانت تخرج فيه نفاخات» وقال في الحرارة الخارجة عن الأمر الطبيعي: «وكان يخيل إليهم أن ما دون الجلد يحترق احتراقا.»
والعجيب أن هذه النسخة يعرفها جميع القدماء ولا يزال من فسر هذا الكتاب يبحث عن السبب الذي دعا أبقراط إلى أن يستعمل ألفاظا تدل على أزمان مختلفة. وتقدم أرطاميدوروس وأصحابه على أن غيروا هذه الألفاظ فجعلوها كلها تدل على زمان واحد على هذا المثال: «وكان يصير تحت الجلد صديد وكان إذا احتقن سخن وولد حكة».
Bogga 86