قال جالينوس: قد وصفت في كتاب المزاج أي المزاج هو المزاج الذي يكون بسببه اتساع العروق أو ضيقها على الشرح التام. وأنا واصف في هذا الموضع جملة ذلك بإيجاز فأقول إن المزاج الحار وخاصة إن كان معه يبس ليس بالقوي ولا بالمفرط يوسع العروق وضد هذا المزاج يضيق العروق. ويتبع سعة العروق غلظها وتتبع ضيقها دقتها ويتبع دقتها قصرها إلا أن أكثر أجزائها يخفى بما يغطيها من اللحم والشحم. والسبب في خفائها دقتها في أنفسها وكثرة ما يغطيها من الشحم واللحم الزائدتين في صاحب هذا المزاج. فإنما قال: «إن سعة العروق وغلظها يكونان من سبب واحد» لأن غلظ سائر البدن الذي يذكره بعد ليس يكون من الحرارة مثل غلظ العروق لكنه إنما يكون من البرد.
[chapter 38]
قال أبقراط: الذين عروقهم واسعة فإن بطونهم وعظامهم واسعة وأولائك هم القضاف فأما السمان فبخلاف ذلك. وعند الجوع ينبغي أن تختبر وتعلم أمر المقادير المعتدلة من هذه الأشياء.
Bogga 174